More than a dozen mummies of kids with facial tattoos were found at an archaeological site in Christian-era Nubia. https://t.co/sJg0L8k5Xo
— Live Science (@LiveScience) December 19, 2025
كشف بحث أثري جديد عن واحدة من أقدم وأندر ممارسات الطفولة في التاريخ، تتمثل في حصول أطفال لا تتجاوز أعمارهم 18 شهراً على وشم دائم للوجه قبل أكثر من 1400 عام في منطقة النوبة شمال السودان.
وأجرى هذه الدراسة الشاملة فريق بحثي بقيادة الدكتورة آن أوستن من جامعة ميسوري-سانت لويس، حيث فحصوا 1048 بقايا بشرية محنطة من ثلاثة مواقع أثرية سودانية.
فيما اعتمد الباحثون على تقنية متطورة تستخدم المجهر والإضاءة تحت الحمراء لاختراق الجلد والكشف عن آثار الوشم الخفية، مما أسفر عن تحديد 27 فردا من مختلف الأعمار والجنسين يحملون وشوماً، منهم 17 حالة مؤكدة.
وكانت المفاجأة الأكبر في موقع "كولوبنارتي" المسيحي، الذي استخدم ما بين عامي 650 و1000 ميلادية، حيث وجد أن معظم الأشخاص الموشومين كانوا أطفالاً دون الحادية عشرة.
كما اكتشف الباحثون أن أصغر طفل موشوم كان رضيعاً في الشهر الثامن عشر من عمره، بينما ظهر على جبهة طفلة في الثالثة من عمرها وشمان متداخلان، ما يشير إلى تعريض بعض الأطفال للعملية أكثر من مرة.
هذا واتخذت الوشوم أشكالا هندسية بسيطة من نقاط وشرطات متجمعة، واشتهر منها نمط أربع نقاط على شكل معين في منتصف الجبهة، والذي رجح الباحثون أنه قد يمثل رمز الصليب، حيث تزامنت هذه الممارسة مع وصول المسيحية إلى وادي النيل.
كما درس الفريق تفسيراً طبياً مرتبطاً بالواقع الصحي القاسي آنذاك، إذ يعتقد أن الآباء لجأوا للوشم كوسيلة وقائية أو علاجية، حيث قد تكون وشوم الجبهة محاولة لحماية الأطفال من الصداع أو الحمى الشديدة المرتبطة بمرض الملاريا المتوطن في المنطقة.
أما من الناحية التقنية، فتشير طبيعة العلامات إلى أن النوبيين استخدموا سكاكين حادة وليس إبرا دقيقة في عملية الوشم، وهو أسلوب أقل تعقيداً مما هو معروف اليوم.
وفي السياق، قالت الباحثة أوستن: "شكل الوشم في كولوبنارتي، والذي كان يمكن إنجازه بسرعة، لا يبدو أكثر تطرفاً من ثقب آذان الأطفال أو ختان المواليد في العديد من الثقافات". فهو يعبر على حد قولها، عن قلق الوالدين ورغبتهم في حماية أطفالهم، سواء من الناحية الروحية أو الجسدية.
المصدر:
العربيّة