منذ بدايته، لم يكن محمد فراج ممثلاً يلهث وراء الأدوار بقدر ما كان يبحث عن المعنى. بدأ مشواره بين خشبة المسرح وشاشات صغيرة تمنحه مساحات ضيقة، لكنه نجح دائماً في تحويل تلك المساحات إلى مسرح واسع لطاقته الفنية. لمع اسمه في أعمال مثل "تحت السيطرة" و"هذا المساء" و"قابيل" و"الغريب"، وأصبح من الممثلين القلائل الذين لا يكتفون بالأداء بل يغوصون في بنية الشخصية حتى يصنعوا لها روحا تنبض من لحم ودم.
يُعرف فراج بقدرته على التنقل بين الأدوار المركبة، بين الطيب والرمادي والمظلم، دون أن يفقد صدقه أو إنسانيته أمام الكاميرا، لهذا لم يكن غريباً أن يعود هذا العام ب مسلسل "ورد وشوكولاتة" ليقدم تجربة مختلفة تمزج بين الرومانسية والدراما النفسية والاجتماعية، في عمل يتعامل مع الحب والخذلان كوجهين للحياة نفسها.
قال الفنان محمد فراج في حوار مع "العربية.نت"، إن مشاركته في "ورد وشوكولاتة" كانت بمثابة اختبار جديد له ولقدرته على الصدق أمام الكاميرا، موضحاً أن الشخصية التي يجسدها في المسلسل هي شخصية محام وصولي، لكن بداخله تناقض كبير بين الرغبة في النجاح والخوف من السقوط.
وأضاف فراج أن الدور أرهقه نفسياً وأتعبه جداً بسبب تراكم مشاهد الانفعال وكثافة الخطوط الدرامية التي تطلبت منه اليقظة والحضور الذهني، مؤكداً أنه لم يتعامل مع الشخصية كشرير تقليدي، بل كإنسان يبرر أفعاله بدوافع معقدة.
وأشار إلى أن ما جذبه للمشروع منذ البداية هو السيناريو، حيث أعجب بطريقة الكتابة والواقعية التي كتب بها محمد رجاء الشخصيات، مؤكداً أن العمل مكتوب بصدق عن أناس حقيقيين، تستطيع أن تراهم في الشارع.
وأوضح فراج أن التعاون مع المخرج محمد العدل كان عاملاً أساسياً في قدرته على الإمساك بخيوط الشخصية، فالعدل لا يترك أي تفاصيل داخل العمل والشخصيات، ويهتم بأدق الأشياء.
وأضاف أن كواليس العمل كانت رائعة وتعامل الجميع كعائلة، وأكد أن وجود الفنانة زينة في البطولة منحه طاقة إيجابية في المشاهد المشتركة، فهي ممثلة حقيقية وتهتم بكل الجوانب في العمل لذا الكواليس بشكل عام كانت مريحة.
وأكد فراج أن كل ما يتمناه هو أن يشعر الناس بالصدق في المسلسل أثناء المشاهدة، فهذا المسلسل يشبه حياة الناس.
المصدر:
العربيّة