يصنف البحار الهولندي فيليم جانزون (Willem Janszoon) كأول أوروبي شاهد القارة الأسترالية وتحدث عنها.
فأثناء رحلته الاستكشافية بالمنطقة ما بين عامي 1605 و1606، شاهد الأخير، رفقة طاقم سفينته، أراضي القارة الأسترالية ونزل بها لوهلة. وفي عام 1642، قاد مواطنه آبل تاسمان (Abel Tasman) رحلة مشابهة قادته لاكتشاف تاسمانيا (Tasmania).
وسنة 1770، حل المستكشف الإنجليزي جيمس كوك بالجنوب الشرقي لأستراليا وأعلن ملكية إنجلترا لهذه الأراضي منشئا مستعمرة بلاد الغال الجديدة.
ثم بعده بعامين، قادت فرنسا بدورها مهمة محفوفة بالمخاطر نحو أستراليا. وخلافا للإنجليز، نزل الفرنسيون بالقسم الغربي لأستراليا وأعلنوا ملكية الملك الفرنسي لويس الخامس عشر على هذه الأراضي.
وبدأ النبيل المنحدر من منطقة بريتاني (Bretagne) الفرنسية لويس ألينو دي سانت ألوارن (Louis Aleno de Saint-Aloüarn)، المولود عام 1738، مسيرته بالبحرية الملكية الفرنسية في سن السابعة عشرة. وبشكل سريع، نال الأخير العديد من الترقيات وبلغ رتبة ملازم.
كما شارك ألينو خلال السنوات التالية، في العديد من المعارك التي خاضتها البحرية الفرنسية ضد نظيرتها البريطانية حيث تواجد هذا الملازم ضمن قوات البحرية الفرنسية التي واجهت البريطانيين بالكاريبي وقرب سواحل كندا الحالية ضمن الحرب الفرنسية الهندية التي مثلت جزءا من حرب السبع سنوات.
كذلك أسر لويس في هذه الحرب، من قبل البريطانيين وقضى عامين بسجونهم قبل أن يطلق سراحه. وسنة 1759، شارك بمعركة "الكرادلة" التي شهدت انتصارا بريطانيا ساحقا وتراجعا لدور البحرية الفرنسية.
ومع نهاية حرب السبع سنوات، التقى ألينو بنظيره بالبحرية الفرنسية إيف دي كيرغيلين (Yves de Kerguelen). وعام 1770، أقنع إيف دي كيرغيلين زميله بالانطلاق بمغامرة بحرية للبحث عن القارة المتجمدة الجنوبية وضمها للممتلكات الفرنسية.
وخلال العام 1771، انطلق الرجلان على متن سفينتين بهدف اكتشاف أراض جديدة لصالح فرنسا التي خسرت عقب معاهدة باريس عام 1763 أراضي لويزيانا وفرنسا الجديدة. وبهذه الرحلة، قاد لويس ألينو سفينة غرون فونتر (Gros Ventre)، أي البطن الكبير، متوسطة الحجم.
فيما عثر الرجلان أثناء إبحارهما، عقب ابتعادهما عن مدغشقر وجزر موريشيوس على مجموعة جزر جديدة قاحلة وغير مكتشفة. ولاحقا، سميت هذه الجزر باسم جزر كيرغيلين (Kerguelen) نسبة لإيف دي كيرغيلين.
وعقب إعصار بالمنطقة افترق الرجلان، فعاد إيف دي كيرغيلين أدراجه نحو فرنسا ليخبر المسؤولين عن اكتشافه لجزر جديدة، بينما واصل لويس ألينو، وبقية طاقمه، طريقهم وأبحروا شرقا بعد أن فقدوا أثر سفينة إيف دي كيرغيلين.
وبحلول مارس عام 1772، بلغ لويس ألينو منطقة خليج القرش (Shark Bay) بغرب أستراليا. ويوم الثلاثين من ذلك الشهر، أجرى لويس ألينو وطاقمه مراسم رسمية أعلنوا من خلالها ملكية فرنسا على هذه المناطق التي لم يبلغها أحد من قبل. وقد تضمنت هذه المراسم حينها رفع العلم الفرنسي وقراءة نص حصول فرنسا على ملكية المنطقة ودفن زجاجة احتوت على النص الرسمي لسيطرة فرنسا على المنطقة وبعض القطع النقدية.
لكن مشروع هيمنة فرنسا على أستراليا لم يكتمل، وانتهى بعد بضعة أشهر بشكل مفاجئ بسبب وفاة صاحبه. فخلال رحلة العودة لفرنسا، توفي لويس ألينو يوم 27 أكتوبر 1772 بجزر موريشيوس بعد معاناة مع مرضي الإسقربوط والتيفوئيد. وبسبب عدم عودته لفرنسا وحصوله على موافقة الملك لاصطحاب فرنسيين نحو أستراليا لإقامة مستعمرات بها، انتهى المشروع الفرنسي بالمنطقة... وعلى النقيض، عاد البريطانيون نحو أستراليا عام 1788 بعد رحلة جيمس كوك وأسسوا بها مستعمرة سيدني.