آخر الأخبار

نهاية خطأ كارثي.. امرأتان تلتقيان لأول مرة بعد 35 عاما من استبدالهما عند الولادة

شارك

في واقعة نادرة ذكّرت بأهمية التدقيق في إجراءات المستشفيات، التقت امرأتان نمساويتان للمرة الأولى بعد مرور 35 عاما على ولادتهما، بعدما اكتُشف أنهما استُبدلتا عند الولادة في أحد مستشفيات مدينة غراتس جنوبي النمسا عام 1990.

وكانت دوريس غرونفالد وجيسيكا باومغارتنر وُلدتا في أكتوبر/تشرين الأول من العام نفسه في مستشفى بمدينة غراتس. وبحسب التقارير المحلية، كانت الطفلتان من الخُدّج (مولودتين قبل الأوان)، وخلال الساعات الأولى بعد الولادة، تمّ تسليمهما عن طريق الخطأ إلى أسرتين مختلفتين؛ في واحدة من أغرب الحوادث الطبية التي شهدتها البلاد.

اقرأ أيضا

list of 2 items
* list 1 of 2 لندن توقف 46 شخصا في أكبر حملة على عصابات سرقة الهواتف
* list 2 of 2 الشرطة توقف متسلقا فرنسيا حاول بلوغ قمة أعلى برج في الاتحاد الأوروبي end of list

صدفة كشفت الحقيقة بعد عقدين

لم تُكتشف الحقيقة إلا بعد أكثر من عقدين، حين لاحظت دوريس غرونفالد في عام 2012، أثناء تبرعها بالدم، أن فصيلة دمها لا تتطابق مع فصيلة دم والدتها. أثارت هذه الملاحظة شكوك العائلة التي قررت إجراء اختبارات جينية أكدت الصدمة: الفتاة التي ربّاها الزوجان إيفلين وجوزيف غرونفالد لم تكن ابنتهما البيولوجية.

وبعد سنوات من البحث، أطلقت العائلة حملة للتحقيق في الواقعة، ما فتح الباب أمام قضية طبية وإنسانية شغلت الرأي العام النمساوي لسنوات.

بحث طويل ولقاء مؤثر

هيئة الإذاعة النمساوية العامة نشرت تقريرا موسعا عن القضية عام 2016، لكن لم يُعثر حينها على العائلة الأخرى. وبعد رحلة طويلة من البحث والإجراءات القانونية، تمكنت دوريس مؤخرا من التعرف على أسرتها البيولوجية، والتقت بالمرأة الأخرى التي وُلدت معها في المستشفى نفسه: جيسيكا باومغارتنر.

اللقاء الذي نقلته وسائل الإعلام المحلية وُصف بأنه "مؤثر واستثنائي"، إذ جمعت الصدفة بين امرأتين عاشتا حياتين منفصلتين في بيئتين مختلفتين تماما، قبل أن تجمعهما الحقيقة بعد 35 عاما.

دوريس قالت في حديث لقناة محلية، "توافقنا على الفور. كان شعورا رائعا لا يوصف، وكأننا أختان افترقتا بالأمس فقط".

إعلان

أما جيسيكا، فقالت إنها اكتشفت الخطأ عندما كانت حاملا، بعدما لاحظ طبيبها أن فصيلة دمها لا تتطابق مع فصيلة دم والديها، لتعيد هذه الملاحظة فتح ملف القضية القديمة.

وأضافت، "تواصلت مع دوريس عبر فيسبوك، وعندما التقينا للمرة الأولى كان الأمر أشبه بلقاء أخت مفقودة".

اجتماع العائلتين واعتذار رسمي

بعد اللقاء بين الابنتين، اجتمعت العائلتان أخيرا في مشهد مؤثر وثّقته عدسات التلفزيون النمساوي.

قالت مونيكا ديرلر، التي ربّت جيسيكا، إن الخبر سبب لها "اضطرابا عاطفيا كبيرا"، فيما قالت إيفلين غرونفالد، "بالنسبة لي، كبرت عائلتي. أشعر اليوم أنني أخيرا على يقين بعد سنوات من التساؤلات".

أما زوجها جوزيف غرونفالد فأكد أن اللقاء كان "مصدر ارتياح حقيقي للعائلتين".

وفي أول تعليق رسمي، قال مدير العمليات في المستشفى جبهارد فالزبرغر، "نأسف بشدة لما حدث في ذلك الوقت، ونتقدم بخالص اعتذارنا للعائلتين عن هذا الخطأ المأساوي".

وأوضح أن إجراءات تحديد هوية المواليد في المستشفى تغيّرت بشكل جذري منذ التسعينيات، وأصبحت مثل هذه الحوادث "شبه مستحيلة" بفضل التطورات التقنية في التعريف الجيني والرقابة الطبية.

القصة التي تصدّرت عناوين الصحف النمساوية ودفعت السلطات إلى إعادة النظر في بعض بروتوكولات المستشفيات القديمة.

ورغم مرور 35 عاما على الخطأ، تقول دوريس إنها لا تحمل ضغينة، "ما حدث لا يمكن تغييره، لكن يمكننا أن نبدأ من جديد".

الجزيرة المصدر: الجزيرة
شارك

إقرأ أيضا


حمل تطبيق آخر خبر

آخر الأخبار