آخر الأخبار

النوم: هل يمكن أن تحسّن دراسات النوم جودة نومنا بشكل أفضل؟

شارك
مصدر الصورة

هل تحصل على قسط كافٍ من النوم؟ بصفتي أباً جديداً، لا أعتقد أنني أفعل، والنقاشات حول هذا الأمر تهيمن على حياتي.

في جامعة إيست أنجليا (UEA) في نورويتش، يجري العلماء دراسات رائدة حول أهمية النوم وتأثيره الأوسع على الصحة.

لذا، عندما أتيحت لي الفرصة للإقامة في مختبر النوم المتطور لديهم، كنت متحمساً للمشاركة.

مصدر الصورة

حوالي 20 في المئة من الأشخاص في المملكة المتحدة لا يحصلون على قسط كافٍ من النوم، وفقاً لجمعية الصحة النفسية في المملكة المتحدة (Mental Health UK).

وأنا على وشك أن أكتشف ما إذا كنت واحداً منهم.

يبحث العلماء في وحدة أبحاث النوم والدماغ بجامعة إيست أنجليا (UEA) في دور النوم في الشيخوخة، وتأثيره على التحكم في التوازن، وما إذا كانت هناك علاقة بين صحة الأمعاء وجودة النوم.

والليلة، سيستخدمون تكنولوجيا متطورة لمراقبة نشاط دماغي أثناء النوم.

مصدر الصورة

دخلت غرفة في حرم نورويتش تبدو أشبه بغرفة في فندق، وليست مختبراً عالي التقنية.

أثناء تجهيزي للنوم، من قبل الدكتور ماركوس هارينغتون، المحاضر في علم النفس، أخبرني بأنه سينام على سرير مخصص بينما يراقبني من الغرفة المجاورة.

ثم وضع قبعة ضيقة على رأسي تحتوي على حوالي 20 حساساً لمراقبة نومي.

في البداية، كانت غير مريحة، وجعلتني أشك في قدرتي على النوم وأنا أرتديها، لكنني سرعان ما نسيت أنني أرتديها.

وحين غفوت بعد الساعة الحادية عشرة بقليل، كان الدكتور هارينغتون قادراً على رؤية النشاط الكهربائي داخل دماغي من الغرفة المجاورة.

مصدر الصورة

ورغم الأجواء غير المألوفة وأغطية الرأس غير التقليدية، نمت جيداً. وأشعر وكأنني نمتُ طوال الليل.

أوقظني منبه ساعتي في الساعة السابعة صباحاً. عادةً، توقظني ابنتي البالغة من العمر 16 شهراً في وقت أبكر من ذلك.

عرض لي الدكتور هارينغتون البيانات التي جمعها، مشيراً إلى شاشة تُظهر 30 ثانية من نشاط دماغي.

من خلال النظر إلى كل تلك "اللقطات"، يمكنه تكوين فكرة عن جودة نومي.

تُظهر البيانات كم من الوقت استغرقت حتى أنام، ومدة بقائي في مراحل النوم المختلفة، وعدد المرات التي استيقظت فيها خلال الليل.

ويقول، "تشير نتائجك إلى أنك لا تحصل على قدر كافٍ من النوم كما ينبغي، ويتضح ذلك من السرعة التي دخلت بها في نوم عميق".

وبما أن لديّ ابنة لا تنام طوال الليل، فإن هذه النتيجة لا تفاجئني.

بعد أن انتهينا من الاطلاع على البيانات، أخبرني الدكتور هارينغتون عن فوائد وجود وحدة النوم.

يقول "نعلم أن جميع مشاكل الصحة النفسية تقريباً مرتبطة بقلة النوم".

ويتابع "حالياً، لا نعرف بالضبط لماذا يبدو أن قلة النوم تزيد من القابلية للإصابة بأمراض مثل الاكتئاب، والقلق، واضطراب ما بعد الصدمة".

ويضيف أن نتائج المختبر ستساعد العلماء في فهم مشكلات الصحة النفسية وعلاجها في المستقبل.

كيف تحصل على نوم جيد ليلاً؟

مصدر الصورة

يدير هذه الوحدة الدكتور ألبر لازار، الذي يُجري أبحاثاً حول النوم منذ أكثر من عقدين.

ويقول: "يمكن أن يكون لقلة النوم تأثيرات سلبية كبيرة على صحتنا الجسدية والنفسية".

وتشير الدراسات إلى أنّ النوم قد "يساعد في الوقاية من بعض الحالات التي تستهدف الدماغ" مع تقدم السن، وفقاً له.

وهذه أفضل خمس نصائح من الدكتور لازار من أجل نوم أفضل:

1. قلل من تناول الكافيين

يقول الدكتور لازار، إنّ الكثير من الناس يبدؤون يومهم بالقهوة ومشروبات الطاقة، لكنها يمكن أن تسبب مشاكل أثناء النوم.

ورغم أن الكافيين قد يساعد في "تقليل خمول النوم"، إلا أنّ تناول هذه المشروبات حتى في الصباح يمكن أن يؤثر عليك في المساء، حسب قوله.

ويشدد الدكتور لازار على أن الناس يجب أن يقللوا من تناول المشروبات المحتوية على الكافيين "خاصة في الجزء الثاني من اليوم".

ويدعم تقرير صادر عن جمعية "Age UK" في 2017 نصيحته، حيث يقترح على الأشخاص فوق سن الخمسين تجنب الكافيين بعد وقت الغداء للمساعدة في النوم.

2. تجنب الكحول

يقول الدكتور لازار إنّ الكحول قد تجعلك تشعر بالنعاس بسبب تأثيرها المهدئ، لكنّها ستعطل دورة نومك وتقلل من جودته.

وتثبط الكحول مرحلة فريدة من النوم، حيث يحدث نشاط دماغي متزايد، كما يوضح الدكتور لازار.

وتُعرف هذه المرحلة بنوم حركة العين السريعة (REM)، وهي تحدث عادة بعد النوم العميق وتتكرر عدة مرات طوال الليل.

ويقول الدكتور لازار، إنّ "الكمية الكبيرة من الكحول ستتداخل مع نظام توازن النوم واليقظة".

وفي عام 2013، قام الباحثون بدراسة كيف يمكن أن يؤثر شرب الكحول على دورات النوم الطبيعية لدينا.

ووجدوا أنه بينما قد يساعد المشروب قبل النوم على نومك بشكل أسرع، إلا أنه يمكن أن يُسبب اضطراباً في نومك.

3. تقليل التعرض للضوء

يتم التحكم في النوم من خلال عملية داخلية تُعرف بنظام الساعة البيولوجية، وتتكرر تقريباً كل 24 ساعة.

ويقول الدكتور لازار إن الضوء هو أحد أقوى العوامل التي تنظم زمن هذه العملية.

وعندما يكون الضوء ساطعاً، تشعر ساعتنا البيولوجية أنه يجب أن نكون مستيقظين.

ويقترح الدكتور لازار أن نتجنب الضوء الساطع خلال ساعات المساء، وأن نستخدام "فلاتر" على شاشات الهواتف في هذا الوقت.

وإذا استيقظت في الليل وكنت بحاجة إلى الذهاب إلى الحمام، ينصح باستخدام أضواء خافتة وعدم تشغيل الأضواء الرئيسية.

4. السرير للنوم

وإذا كنت تميل لمشاهدة التلفاز أو فحص بريدك الإلكتروني في السرير، فلا تفعل ذلك!

حيث وجدت دراسة حديثة أن الأشخاص الذين قضوا وقتاً أطول أمام الشاشات في السرير، كانوا أكثر عرضة للإصابة بالأرق.

لا تفكر في السرير كـ "منطقة اجتماعية"، كما يقول الدكتور لازار.

وعلّم دماغك أنه مخصص للنوم فقط، فعندما تدخل السرير، يعرف جسمك أنه وقت الراحة.

وإذا استيقظت في الليل، اترك السرير وحاول العودة عندما تشعر أنك مستعد للنوم.

5. تجنب القيلولة

ويقول الدكتور لازار إنّ الحصول على نوم سيء ليلاً، ثم أخذ قيلولة في اليوم التالي قد "يُعزز المشكلة".

فإذا أصبحت مشاكل النوم مزمنة، ينصح الدكتور لازار بتجنب القيلولة إلا إذا كانت ضرورية لأداء مهام أساسية مثل القيادة.

فتجنب القيلولة يساعد في "تراكم الدافع الكافي للنوم" ليلاً، مما يسهل النوم والاستمرار فيه.

كيف غيّرت التجربة عاداتي؟

بعد أسبوع من قضائي الليلة في وحدة النوم، حاولت تطبيق بعض الأمور التي تعلمتها. لذا لن تجدوا بعد الآن أني أرد على رسائل البريد الإلكتروني من سريري.

وسأحرص على أن تبقى قهوتي الصباحية في الصباح، وأن أحاول إبقاء الأضواء مطفأة إذا ذهبت إلى الحمام.

حتى الآن، بدأت هذه النصائح تساعدني على الحصول على نوم أفضل.

وعلى الرغم من أن الوقت ما زال مبكراً، إلا أنني بدأت بالفعل ألاحظ فرقاً.

لم تتغيّر ساعات نومي، لكن يبدو أن جودته قد تحسنت، باستثناء بعض الليالي التي ترفض فيها ابنتي النوم.

لقراءة المقال كاملا إضغط هنا للذهاب إلى الموقع الرسمي
بي بي سي المصدر: بي بي سي
شارك

حمل تطبيق آخر خبر

آخر الأخبار