في حال واجهت مشكلة في مشاهدة الفيديو، إضغط على رابط المصدر للمشاهدة على الموقع الرسمي
وبحسب مسؤول أميركي تحدث لوسائل إعلام محلية، فإن الشركة المذكورة ترتبط ارتباطًا وثيقًا بالجيش الشعبي الصيني، وقد زوّدت الحوثيين بإحداثيات دقيقة باستخدام صور التُقطت عبر الأقمار الاصطناعية، تُظهر مواقع السفن التجارية والعسكرية في المنطقة، بما في ذلك حاملات الطائرات والمدمرات الأميركية.
ضربات نوعية على رأس عيسى
تزامن هذا الاتهام مع قصف أميركي استهدف منشآت استراتيجية تابعة للحوثيين في ميناء رأس عيسى، غرب اليمن.
وتعدّ هذه الضربة واحدة من أكثر العمليات تأثيرًا من حيث الأهداف، إذ استهدفت "رئة اقتصادية" تمثل شريان تمويل حيوي للجماعة. وقد قُتل في الهجوم نحو 70 شخصًا، وفق مصادر يمنية، في حين أكدت القيادة المركزية الأميركية تنفيذ العملية بهدف شل قدرة الحوثيين على تمويل عملياتهم العسكرية.
ميناء رأس عيسى يُعد من الموانئ الحيوية الخاضعة لسيطرة الحوثيين، حيث يستخدم كخزان عائم لتحميل وشحن النفط الخام.
ووفق تقارير استخباراتية أميركية، فإن الجماعة استخدمته لتفريغ شحنات نفط تقدر بملايين الدولارات، كما يُشتبه باستخدامه كمخزن للأسلحة والوقود المهرب.
صواريخ من اليمن.. والجيش الإسرائيلي يعترض
رد الحوثيون لم يتأخر، حيث أعلنت إسرائيل أن منظومة الدفاع الجوي التابعة لها اعترضت صاروخًا أُطلق من الأراضي اليمنية، ما أدى إلى إطلاق صافرات الإنذار في القدس وتل أبيب، وتسبب بحالة من الهلع بين السكان.
خبير استراتيجي: واشنطن تسعى لتجفيف منابع الدعم
وفي تعليقه على التطورات، قال الخبير العسكري والإستراتيجي العميد محمود محيي الدين لقناة "سكاي نيوز عربية"، إن الولايات المتحدة تبدو مصمّمة على "تجفيف منابع القوة لدى الحوثيين"، سواء من خلال ضرب القدرات الاقتصادية أو تعطيل المنظومات الإلكترونية التي تُستخدم في توجيه الضربات.
وأوضح محيي الدين أن الضربات الأميركية ألحقت أضرارًا بالغة بمنظومة الرصد لدى الحوثيين، إلا أن الجماعة لا تزال تتلقى دعمًا تقنيًا عالي المستوى من مصادر خارجية، أبرزها – بحسب واشنطن – شركة صينية مرتبطة بالمؤسسة العسكرية في بكين.
وأضاف أن هذا التحول يُمثل "منعطفًا خطيرًا" في العلاقات الأميركية الصينية، مشيرًا إلى أن بكين لطالما قدّمت نفسها كوسيط لخفض التوتر، إلا أن الدعم الاستخباراتي للحوثيين يُثير شكوكًا حول تغير مواقفها الفعلية في ملفات الشرق الأوسط.
صراع استخباراتي وأهداف متقاطعة
الخبير العسكري أشار إلى أن الولايات المتحدة لا تسعى حاليًا إلى إنزال بري واسع في اليمن، لكنها تعمل على إضعاف الحوثيين تدريجيًا عبر ضربات دقيقة ومركزة تستهدف البنية التحتية العسكرية والاقتصادية. كما لفت إلى أن واشنطن قد تسعى لاحقًا لدمج ملف الحوثي في مفاوضاتها الأوسع مع إيران بشأن الملف النووي، وذلك بهدف كسب تنازلات من طهران عبر الضغط على وكلائها الإقليميين.
موازين الردع في البحر الأحمر
في سياق متصل، أشار محيي الدين إلى أن هناك قلقًا أميركيًا من استمرار الحوثيين في امتلاك صواريخ وأسلحة منخفضة التكلفة قادرة على تهديد مصالح كبرى. وأضاف: "الحوثي يُطلق طائرة مُسيّرة تُكلّف 3000 دولار، بينما يضطر الجانب الأميركي إلى الردّ بصواريخ تصل تكلفتها إلى مليون دولار، وهذا يخلخل ميزان الكلفة والردع".
وفي ختام مداخلته، أكد أن واشنطن قد تجد نفسها مضطرة للبحث عن حلول سياسية موازية للمسار العسكري، سواء عبر دعم الجيش الوطني اليمني أو إشراك أطراف دولية مثل الصين وروسيا للضغط على إيران، واحتواء تصعيد الحوثيين الذي يهدد أمن الملاحة الدولية في البحر الأحمر.