آخر الأخبار

تحديث ويندوز 11 الإجباري يهدد كوكب الأرض.. ما القصة؟

شارك
ويندوز 11

أثار إعلان " مايكروسوفت" وقف الدعم الرسمي لنظام "ويندوز 10" موجة جدل واسعة، ليس بسبب انتهاء الدعم بحد ذاته، فهذا جزء طبيعي من دورة حياة الأنظمة، بل بسبب الطريقة التي فُرض بها الانتقال القسري إلى "ويندوز 11" وما رافق ذلك من تبعات بيئية واقتصادية ضخمة.

ورغم أن "ويندوز 10" ظهر قبل نحو عقد وأصبح أساساً لملايين الأجهزة في المنازل والشركات والمؤسسات، فإن انتهاء دعمه يضع المستخدمين أمام خيارين أحلاهما مر: شراء جهاز جديد يدعم "ويندوز 11"، أو البقاء مع نظام بلا حماية.

شروط تعجيزية تقصي ملايين الأجهزة

تسوق "مايكروسوفت" لنظام ويندوز 11 باعتباره أكثر أمناً وأعلى أداءً، لكنها في المقابل فرضت متطلبات تقنية صارمة، مثل دعم TPM 2.0 و"سكيور بوت"، لا تتوفر في أغلبية الأجهزة المستخدمة حالياً، رغم قدرتها على تشغيل النظام بسلاسة.

قوائم المعالجات المدعومة استبعدت أجيالاً كاملة من معالجات "إنتل" و"AMD"، ما جعل ملايين الكمبيوترات غير مؤهلة للترقية.

الأمر الذي فُسر من قبل خبراء بأنه خطوة نحو تقليص العمر الافتراضي للأجهزة بشكل متعمد ودفع المستخدمين لشراء أجهزة جديدة.

وعلى الرغم من أن المستخدمين أثبتوا إمكانية تشغيل "ويندوز 11" على أجهزة غير مدعومة عبر طرق رسمية وغير رسمية، إلا أن "مايكروسوفت" تصر على هذا الشرط بحجة الأمن.

تسونامي نفايات إلكترونية يهدد البيئة

تقرير لشركة Canalys كشف أن انتهاء دعم "ويندوز 10" سيحول نحو 240 مليون جهاز إلى نفايات إلكترونية، أي ما يعادل وزن 320 ألف سيارة.

هذا الكم الهائل من الأجهزة المهددة بالرمي يمثل كارثة بيئية محتملة:

- تسرب مواد سامة مثل الرصاص والزئبق إلى التربة والمياه.

- زيادة انبعاثات الغازات الضارة من حرق الأجهزة.

- ضغط أكبر على منشآت إعادة التدوير التي لا تكفي للتعامل مع الحجم المتزايد.

حملات مثل "Restart Project" طالبت "مايكروسوفت" بالتراجع عن هذه الخطوة أو توفير بدائل تدعم الاستدامة، معتبرة أن الشركة تتسبب في أزمة بيئية عالمية تحت شعار "الحماية الأمنية".

تكاليف خفية واشتراطات تثير الجدل

برنامج Extended Security Updates (ESU) يتيح شراء تحديثات أمنية بعد انتهاء الدعم، لكنه غير مجاني للأفراد، بل يتطلب ربط الجهاز بخدمات "وان درايف" و"Windows Backup" التي تدفع المستخدم لاحقاً إلى شراء سعات تخزين إضافية، بمعنى آخر: "التحديث المجاني ليس مجانياً فعلياً".

مخاوف خصوصية وتدخل متزايد في تجربة المستخدم

ويندوز 11 لم ينج من الانتقادات المتعلقة بجمع البيانات والتتبع:

- نقل رسائل البريد بالكامل إلى خوادم "مايكروسوفت" عند استخدام "Outlook" الجديد.

- رفع الصور تلقائياً عند النقر على زر التعديل في تطبيق Photos.

- إدراج إعلانات داخل قائمة Start وعلى شاشة القفل.

- فرض الذكاء الاصطناعي كوبايلوت وزره المدمج دون إمكانية إزالته.

- نوافذ مزعجة تحاول منع المستخدم من ترك متصفح إيدج.

ضربة اقتصادية للدول النامية

البلدان التي تعتمد على الأجهزة المستعملة ستتضرر بشدة؛ فشراء جهاز جديد بتكلفة تتراوح بين مئات وآلاف الدولارات ليس خياراً ممكناً للجميع.

مستخدمون كثر أعلنوا رغبتهم في البقاء على "ويندوز 10"، بينما يفكر آخرون بالانتقال إلى أنظمة مجانية مثل "لينوكس".

انتهاء دعم "ويندوز 10" لم يعد حدثاً تقنياً عادياً، بل تحوّل إلى أزمة بيئية واقتصادية تكشف جانباً مظلماً من سياسات الشركات الكبرى ومساعيها لتعجيل تقادم الأجهزة.

وبينما تقول "مايكروسوفت" إن الأمن والتحسينات هي الدافع، يرى كثيرون أن ويندوز 11 ليس ترقية ضرورية بقدر ما هو فرض واقع جديد لا يصب في مصلحة المستخدم ولا الكوكب.

العربيّة المصدر: العربيّة
شارك

إقرأ أيضا


حمل تطبيق آخر خبر

آخر الأخبار