آخر الأخبار

الواقع الافتراضي قد يقلل دوار الحركة الخطير لدى رواد الفضاء بأكثر من 80%

شارك
سيدة ترتدي جهاز واقع افتراضي (المصدر: AFP)

اكتشف باحثون أن أجهزة الواقع الافتراضي قد تكون الحل الأمثل لمساعدة رواد الفضاء على التغلب على دوار الحركة -المعروف باسم متلازمة التكيف الفضائي- عند عودتهم إلى الأرض.

ورغم أن هذه التقنية الجديدة ليست مسألة حياة أو موت بالنسبة لرواد الفضاء، فإنها قد تساعدهم على جعل العودة إلى الأرض أكثر راحة لهم.

وعندما يذهب رواد الفضاء إلى الفضاء، تصاب أدمغتهم بارتباك لأنهم لم يسبق لهم تجربة انعدام الجاذبية، أما على الأرض، فيتوقع دماغ الإنسان وجود جذب إلى "الأسفل" دائمًا، أي أن أذنه الداخلية تخبره بذلك، بحسب تقرير لموقع " إنتريستنغ إنجنيرنغ"، اطلعت عليه "العربية Business".

ومع ذلك، ففي حالة انعدام الجاذبية -مثلما هو الحال في مدار الأرض- تختفي هذه الإشارة، ولهذا السبب، لا تتطابق توقعات الدماغ مع الواقع الجديد، وهذا التباين يُسبب دوار الحركة الفضائي، الذي تشمل أعراضه الغثيان، والدوار، وفقدان التوازن.

وهذا يُشبه دوار الحركة على الأرض، حيث تُشير عيناك إلى أنك ثابت، بينما تُشير أذنك الداخلية إلى أنك تتحرك. ولهذا السبب، لا يستطيع الدماغ التوفيق بين الاثنين، مما يُسبب الغثيان.

ويعاني حوالي نصف رواد الفضاء حاليًا من دوار الحركة في المدار. وثم، عند عودتهم إلى الأرض، تكون أدمغتهم قد تكيفت مجددًا مع انعدام الجاذبية.

وخلال هذه الفترة الانتقالية، يعانون من دوار الحركة مجددًا عند عودة الجاذبية، خاصةً إذا هبطوا في المحيط وكانت الكبسولة تتأرجح. قد يكون هذا خطيرًا لأنهم قد يحتاجون إلى إخلاء الكبسولة بسرعة.

ويمكن لدوار الحركة أيضًا أن يُؤخر أوقات الاستجابة ويُشوّش على قدرتهم على الحكم. ويعتمد رواد الفضاء حاليًا على أدوية مضادة للغثيان، والتي تعيق إشارات دماغية مُعينة.

قد يكون هذا فعالًا، لكنه يُسبب النعاس، الذي يُؤثر سلبًا على اليقظة في حالات الطوارئ، فضلًا عن أن آثار الأدوية قد تتلاشى بمرور الوقت، ويجب تخزينها بطريقة تضمن استقرارها في المهام الطويلة.

ولهذا الغرض، لجأ الباحثون إلى الواقع الافتراضي كحل بديل مُحتمل. وفي ظروف مُراقبة، اختبر الباحثون ردود فعل المشاركين تجاه الواقع الافتراضي في ظل ظروف جاذبية متغيرة، تلتها حركة تشبه حركة الأمواج، كما لو كانوا في كبسولة في البحر.

واختبر الباحثون ثلاث مجموعات، لم تتلق الأولى أية إشارات بصرية مثل قراءة كتاب في المقعد الخلفي لسيارة. وخضعت المجموعة الثانية لمحاكاة نافذة جانبية، حيث أظهر الواقع الافتراضي حركةً تُطابق ما يشعرون به فعليًا.

أما المجموعة الأخيرة، فقد خضعت لمحاكاة نافذة أمامية، حيث لم يُظهر الواقع الافتراضي الحركة في الوقت الفعلي فحسب، بل توقع أيضًا الحركة القادمة، كما لو كانوا يرون الطريق أمامهم.

وفي المجموعة الأولى، وجد الفريق أن حوالي 66% من المشاركين شعروا بغثيان شديد منعهم من إكمال السباق. وفي المجموعة الثانية، توقف حوالي 20% فقط مبكرًا، بينما شهدت المجموعة الأخيرة توقف حوالي 10% منهم مبكرًا.

كانت هذه النتائج مفاجئة، حيث قلل الواقع الافتراضي من دوار الحركة بنحو النصف أو أكثر. وتعني هذا النتائج ببساطة أن إعطاء الدماغ السياق البصري المناسب يجعل الإشارات الحسية متطابقة، فلا يُثار الغثيان.

ويشير الفريق البحثي إلى أنه هذه النتائج قد يكون لها تطبيقات تتجاوز مجرد مساعدة رواد الفضاء، فإذا تم إتقان هذا المبدأ، فيمكن أن يساعد الركاب الذين يعانون من دوار السيارة أو دوار البحر أو دوار الجو.

العربيّة المصدر: العربيّة
شارك

إقرأ أيضا


حمل تطبيق آخر خبر

آخر الأخبار