تشير التوقعات الجديدة إلى أن مبيعات "إنفيديا" المرتبطة بالذكاء الاصطناعي قد تصل إلى 400 مليار دولار بحلول عام 2028، وهو تقدير يُظهر حجم الطلب، ولكنه يثير أيضًا تساؤلات حول الاستدامة في سوق سريعة التطور كهذه.
ويشير تحليل أجرته شركة مورنينغستار لأبحاث الأسهم إلى أن مُسرّعات الذكاء الاصطناعي من "إنفيديا"، والتي تشمل معالجات الرسومات وأنظمة التعلم الآلي، ستظل أهم مصدر إيرادات للشركة على مدى السنوات القليلة القادمة.
ومع توقعات بنمو سنوي مركب يقارب 40% في سوق المُسرّعات، قد تُمثل هذه المنتجات ما يقرب من نصف إجمالي إيرادات "إنفيديا" بحلول عام 2028.
أصبح الذكاء الاصطناعي محورَ الاستثمار العالمي في التكنولوجيا، مُعيداً تشكيلَ كلٍّ من البنية التحتية واستراتيجيات الشركات.
ومن المتوقع أن يُصبح محرك النموّ الرئيسي في صناعة أشباه الموصلات، وأن يُصبح سريعاً ركيزةً لتقييم شركة إنفيديا.
ومع ذلك، فإن افتراض استمرار هذا المسار دون انقطاع يعكس تفاؤلاً قد لا يُراعي تماماً تقلبات القطاع.
يُعدّ الاستثمار في التقنيات فائقة التوسّع أحد المحركات الرئيسية لهذا النمو - فمن المتوقع أن يدفع مُزوّدو الخدمات السحابية، مثل "مايكروسوفت" و"أمازون" و"غوغل"، نفقاتهم الرأسمالية السنوية إلى ما يزيد عن 450 مليار دولار بحلول عام 2027، أي أكثر من ثلاثة أضعاف مستويات عام 2023.
يرتبط هذا الارتفاع في البداية بتدريب نماذج اللغات واسعة النطاق وأدوات الذكاء الاصطناعي الأخرى، ولكن من المتوقع أن يتوسع ليشمل تطبيقات المؤسسات والمبادرات الحكومية.
في حين تُهيئ هذه الاتجاهات ظروفًا مواتية لشركة إنفيديا، إلا أنها تُثير أيضًا حالة من عدم اليقين، إذ لا تزال ثروات الشركة على المدى القريب تعتمد على استراتيجيات التوسع الهائل.
تضع توقعات تقرير "مورنينج ستار" شركة إنفيديا في صدارة سوق مُسرّعات الذكاء الاصطناعي، تليها شركات منافسة مثل "برودكوم" التي تُقدم أجهزة مُخصصة، و"AMD" التي تُقدم أنظمة متعددة الأغراض.
ومع ذلك، فإن صناعة أشباه الموصلات لديها تاريخ طويل من الانكماشات الدورية، حيث غالبًا ما يتبع التوسع السريع تصحيحات مفاجئة.
في الوقت نفسه، تتمتع الشركات على امتداد سلسلة القيمة، بما في ذلك مصانع السبائك وشركات تصميم البرمجيات وموردي المعدات، بوضعٍ يسمح لها بالاستفادة من الطلب على الذكاء الاصطناعي.
يشير هذا الانتشار في النمو إلى أن هيمنة "إنفيديا" قد تواجه تآكلًا تدريجيًا مع استحواذ المنافسين على حصص أكبر من السوق.
تتضح الصورة أكثر تعقيدًا عند النظر إلى ما وراء الطفرة الفورية، فبينما من المتوقع أن تزيد مبيعات مُسرّعات الذكاء الاصطناعي والشبكات بأكثر من ثلاثة أضعاف بحلول عام 2029، سيبدأ معدل النمو في الانخفاض بشكل حاد بعد عام 2024.
يُنشئ هذا تناقضًا: فالإيرادات المطلقة تستمر في الارتفاع، إلا أن وتيرة الزيادة تتباطأ بشكل ملحوظ.
بالنسبة لشركة إنفيديا، يُشير هذا التراجع في الزخم إلى فترة يصبح فيها الحفاظ على نمو استثنائي أكثر صعوبة.
حتى لو وصلت مبيعات "إنفيديا" إلى ما يقارب 400 مليار دولار بحلول عام 2028، فإن التحديات طويلة الأجل لا مفر منها.
إن ارتفاع متطلبات الطاقة لمراكز بيانات الذكاء الاصطناعي، وزيادة الجهود الحكومية لضمان استقلالية الذكاء الاصطناعي إقليميًا، وإمكانية التدخل التنظيمي، كلها عوامل قد تُعيد تشكيل بيئة التشغيل.
كما أن الريادة السوقية بهذا الحجم، على مر التاريخ، جذبت التدقيق السياسي وحذر المستثمرين المتزايد، مما أضاف مستوى آخر من المخاطر إلى التوقعات.