حذّر خبراء الأمن السيبراني من حملة اختراق متطورة تستهدف شركات حيوية في قطاع التصنيع وسلاسل التوريد بالولايات المتحدة، باستخدام برمجية خبيثة جديدة تُعرف باسم MixShell.
وكشفت شركة Check Point Research أن هذه الحملة، التي أطلقت عليها اسم ZipLine، لا تعتمد على رسائل التصيّد التقليدية عبر البريد الإلكتروني، بل تبدأ من خلال استمارات "اتصل بنا" على مواقع الشركات.
وبعد أسابيع من محادثات احترافية وإيهام الموظفين باتفاقيات سرية، يتم إرسال ملفات ZIP خبيثة تحتوي على البرمجية الضارة المزروعة في الذاكرة، بحسب تقرير نشره موقع "thehackernews" واطلعت عليه "العربية Business".
الهجمات لم تقتصر على الولايات المتحدة فقط، بل طالت مؤسسات في سنغافورة واليابان وسويسرا، مع تركيز خاص على شركات مرتبطة بالتصنيع الصناعي، أشباه الموصلات، الأجهزة الطبية، التكنولوجيا الحيوية، والأدوية.
ويرى باحثون أن هذه الاستراتيجية تستهدف قطاعات تعد العمود الفقري لسلاسل التوريد العالمية.
بعكس أساليب التصيّد التقليدية، تميّزت حملة ZipLine بالصبر، حيث يدخل المهاجمون في حوارات تمتد لأسابيع، مدّعين التعاون في مشاريع تعتمد الذكاء الاصطناعي أو خفض التكاليف التشغيلية.
وبعد كسب الثقة، يتم إرسال ملفات ZIP تحمل شِراكًا خادعًا، مثل مستندات رسمية أو عروض تجارية، بينما تُطلق في الخلفية حمولة MixShell القادرة على تنفيذ أوامر عن بُعد، والتسلل داخل الشبكات، والاستيلاء على البيانات الحساسة.
تستغل الحملة منصات شرعية مثل Heroku لاستضافة الملفات، ما يُصعّب كشفها.
وتشير تقارير إلى أن المهاجمين يستخدمون نطاقات مطابقة لشركات مسجلة في الولايات المتحدة، في محاولة لإضفاء طابع موثوق على هجماتهم.
ويحذر الخبراء من أن هذه الهجمات قد تؤدي إلى سرقة الملكية الفكرية، هجمات فدية، اختراق البريد الإلكتروني المؤسسي، والاستيلاء على الحسابات المالية، مما يهدد بإحداث اضطرابات خطيرة في سلاسل التوريد العالمية.
وقال سيرجي شيكيفيتش، مدير استخبارات التهديدات في "Check Point": "حملة ZipLine جرس إنذار لكل شركة ما زالت تعتقد أن التصيّد الاحتيالي يقتصر على رسائل البريد الإلكتروني المشبوهة".
وأضاف أن المهاجمين يجمعون بين علم النفس البشري والقنوات الموثوقة لتجاوز الدفاعات، مؤكدًا أن الحل يكمن في تعزيز أنظمة الحماية المعتمدة على الذكاء الاصطناعي، وبناء ثقافة مؤسسية تُعامل كل تفاعل رقمي كتهديد محتمل.