في معركة قضائية استمرت أكثر من خمس سنوات، وجّهت شركة واتساب ضربة موجعة لمجموعة NSO الإسرائيلية، التي تشتهر بتطوير برامج التجسس، بعد أن أمرت هيئة محلفين فيدرالية بدفع أكثر من 167 مليون دولار كتعويضات لصالح التطبيق التابع لشركة ميتا.
بدأت القضية في أكتوبر 2019، عندما اتهمت واتساب مجموعة "NSO" باستغلال ثغرة أمنية في خاصية المكالمات الصوتية للتجسس على أكثر من 1400 مستخدم حول العالم، عبر ما يُعرف بـ"هجوم النقرة الصفرية"، الذي لا يتطلب أي تفاعل من الضحية.
هذا الحكم يُعد تتويجًا لتحقيقات وشهادات مطولة، منها شهادة الرئيس التنفيذي لـ"NSO"، يارون شوحط، وموظفي "واتساب" الذين تعقّبوا الهجوم، بحسب تقرير نشره موقع "تك كرانش" واطلعت عليه "العربية Business".
1. "NSO" تعترف باستهداف مستخدمين بعد رفع الدعوى
رغم مقاضاتها، واصلت "NSO" استهداف مستخدمي "واتساب" باستخدام إصدارات خفية من برنامج بيغاسوس تحمل أسماء رمزية مثل "Erised"، "Eden"، و"Heaven"، في حملة استمرت حتى منتصف 2020.
2. هجوم متقن بدون نقرة واحدة
كشف محامي "واتساب"، أنطونيو بيريز، أن الهجوم تم من خلال مكالمة "واتساب" مزيفة تُرسل برمجيات خبيثة إلى الهاتف، والتي تتصل بخادم ثالث لتثبيت برنامج التجسس، باستخدام رقم الهاتف فقط.
3. "بيغاسوس" وصل إلى رقم أميركي.. باختبار رسمي
في سابقة نادرة، أكدت "NSO" استهداف رقم هاتف أميركي ضمن اختبار لصالح مكتب التحقيقات الفيدرالي (FBI)، وهو ما يناقض تعهداتها السابقة بعدم المساس بأرقام تحمل رمز الدولة +1.
4. العملاء لا يعرفون كيف يخترق البرنامج الأهداف!
الرئيس التنفيذي أكد أن عملاء الشركة، ومعظمهم من الحكومات، لا يملكون تفاصيل تقنية عن كيفية الاختراق، بل يكتفون بالحصول على النتائج الاستخباراتية المطلوبة، بينما يتكفل النظام باختيار الطريقة الأنسب للاختراق.
5. جيران "أبل" في نفس المبنى
في مصادفة مثيرة، يتقاسم مقر "NSO" المبنى نفسه مع شركة أبل في مدينة هرتسليا الإسرائيلية، رغم أن أجهزة آيفون تُعد من أكثر الأهداف شيوعًا لبرنامج "بيغاسوس".
6. "NSO" تواجه أزمة مالية خانقة
الوثائق تكشف خسائر مالية كبيرة تقدر بـ 9 ملايين دولار عام 2023 و12 مليونًا في 2024، مع إنفاق شهري يتجاوز 10 ملايين دولار معظمها رواتب.
كما لم يتبقَّ في خزائن الشركة سوى 5.1 مليون دولار فقط في 2024.
7. الملايين تُدفع مقابل الوصول إلى "بيغاسوس"
رغم أزمتها المالية، لا تزال "NSO" تتقاضى ما بين 3 ملايين إلى 30 مليون دولار من عملائها الحكوميين لقاء استخدام برنامج بيغاسوس، بينما تنفق عشرات الملايين سنويًا على البحث والتطوير.
في ختام شهادته، أقرّ الرئيس التنفيذي لـ "NSO" بصعوبة دفع التعويضات، قائلًا: "نحن بالكاد نحافظ على استمراريتنا".
ومع هذا الحكم، يُتوقع أن تُفتح فصول جديدة في قضية التجسس الأكثر شهرة في عالم التقنية.