آخر الأخبار

حرباء "بينوكيو" التي خدعت العلماء 150 عاما.. ثم كشفتها الجينات

شارك

في حال واجهت مشكلة في مشاهدة الفيديو، إضغط على رابط المصدر للمشاهدة على الموقع الرسمي

على سفوح مدغشقر الرطبة، حيث تتحول الأغصان إلى مسارح صغيرة لتبدّل الألوان والكمائن الصامتة، تعيش حرباء اشتهرت بين المصورين وعشاق الطبيعة بأنف ممدود يذكّر بقصة بينوكيو.

لقرابة قرنٍ ونصف، ظن علماء الزواحف أنهم يعرفون هويتها، حيث تصوروا أنها مجرد عضو داخل مجموعة من "الحرباويات ذات الأنف المتدلي" التي تتشابه ملامحها، ويُستدل بينها غالبا من طول الزائدة الأنفية وشكلها.

نوع جديد

لكن دراسة جديدة تقول إن العلماء كانوا يضعون "الملصق الخطأ" على الحيوان الصحيح، فهذه الحرباء المعروفة شعبيا بـ"حرباء بينوكيو" هي في الحقيقة نوع مستقل، سُمّي رسميا "كالوما بينوكيو" كي يتوافق الاسم العلمي مع الاسم الشائع.

وفي مفاجأة ثانية، كشفت التحليلات عن نوع مخفي آخر كان يُخلط لسنوات مع نوع معروف بسبب التشابه الظاهري، وأُطلق عليه اسم "كالوما هوفريتري".

السبب في هذا الالتباس أن "الأنف" نفسه، الذي اعتُبر علامة تشخيصية، قد يكون خادعا، حيث ظهر للعلماء أن الزوائد الأنفية لدى هذه الحَرَابِي يمكن أن تتغير بسرعة من حيث الطول والشكل وحتى اللون، ما يجعل الاعتماد على المظهر وحده طريقا للخطأ.

ويقترح الفريق أن اختيار الإناث لشركاء التزاوج قد يكون من القوى التي تدفع هذا التغير السريع للزوائد الأنفية مع الزمن.

مصدر الصورة حرباء بينوكيو خدعت العلماء (فرانك جلو – مجموعة الدولة البافارية لعلم الحيوان)

خزائن المتاحف

الجزء الأكثر إثارة في القصة أن الحسم لم يأتِ فقط من عينات حديثة، بل من خزائن المتاحف، حيث استخدم الفريق منهجا يُعرف بالـ"ميوزوميكس"، حيث يتم استخراج الحمض النووي من عينات متحفية محفوظة منذ زمن بعيد.

وبحسب الدراسة، فإن أقدم عينة استُخدمت في التحليل جُمعت عام 1836، أي قبل ولادة كثير من أدوات علم الوراثة الحديثة بزمن طويل.

جمع الفريق بين بيانات شكلية وتسلسلات جينية، ورصد فروقا وراثية كبيرة داخل العينة قيد الدراسة، وتبين لهم أن حرباء بينوكيو بالفعل نوع مختلف، حتى وإن أبدى بعضا من التشابه من الرفاق ذوي الأنف الطويل.

للتصنيف ضرورة

هنا قد تسأل عن أهمية كل هذا، ما الفرق بين أن تنضم الحرباء لهذه الفئة أو تلك؟ لكن التصنيف مهم، بل هو أساس الحماية والحفاظ على العالم الحيواني، حين نخلط نوعين تحت اسم واحد، قد نخطئ في تقدير نطاق انتشارهما أو عدد أفرادهما أو درجة تهديدهما.

إعلان

بناء على ذلك التقدير الخاطئ، قد يقوم العلماء (مع الجهات الحكومية المختصة) ببناء خطط حفظ الطبيعة على مقاس خاطئ، ما قد يضر الحيوان.

مدغشقر تحديدا لا تحتمل هذا النوع من "العمى العلمي"، فهي موطن لأكثر من 40% من أنواع الحرباء المعروفة عالميا، ومع إضافة النوعين الجديدين، فإن الجزيرة باتت تضم 100 نوع معروف من الحرباء من أصل 236 نوعا عالميا.

الجزيرة المصدر: الجزيرة
شارك

إقرأ أيضا


حمل تطبيق آخر خبر

آخر الأخبار