تعد صحراء غوبي، الواقعة في شمال الصين ومنغوليا، اليوم واحدة من أكثر الأماكن جفافا وقسوة على الكرة الأرضية.
أظهرت دراسة حديثة نشرتها مجلة PLOS One أن صحراء غوبي، اليوم واحدة من أكثر المناطق جفافا وقسوة على الأرض، كانت قبل آلاف السنين مليئة بالبحيرات والمستنقعات التي وفرت تربة خصبة صالحة لسكن البشر.
وأجرى فريق من علماء الآثار في جامعة فروتسواف البولندية، بالتعاون مع زملاء دوليين، تحليلات للرواسب في بحيرة لووليتين-تويروم القديمة باستخدام طرق التألق الحراري، وكشفت النتائج أن المسطحات المائية في المنطقة كانت موجودة منذ حوالي 140 ألف عام، واستمرت الظروف المواتية للحياة حتى عصر الهولوسين المبكر والأوسط، خاصة قبل 8 إلى 5 آلاف سنة، حيث شكّلت مصدرا للمياه والغذاء والمواد الخام لمجتمعات الصيد وجمع الثمار.
كما عثرت الحفريات على شظايا فخارية وأدوات حجرية، معظمها من اليشب الأحمر المستورد من المناطق الجبلية المجاورة، تضمنت شفرات دقيقة استخدمت كرؤوس سهام وأدوات منزلية، وأظهرت التحليلات المجهرية آثار ذبح الحيوانات ومعالجة النباتات.
ووفقا للباحثين، كانت المخيمات على ضفاف البحيرة مستوطنات مؤقتة لمجموعات عائلية صغيرة، تتحرك بين الممرات الجبلية وتعود إلى المسطحات المائية خلال الفترات الرطبة، بينما لجأ البعض إلى كهوف جبال ألتاي عند تفاقم الظروف المناخية.
وتثير هذه النتائج تساؤلات حول الفرضيات السابقة التي كانت ترى أن الناس استوطنوا صحراء غوبي خلال منتصف العصر الهولوسيني فقط، إذ تشير البيانات الجديدة إلى استيطان مبكر أقدم من ذلك بكثير.
ويواصل العلماء استكشاف مناطق مثل وادي السيليكون والمناطق المحيطة به، حيث لا تزال العشرات من المواقع بحاجة إلى دراسة وتحليل.
المصدر: science.mail.ru