آخر الأخبار

فجر الهوية البشرية.. اكتشاف أثري مذهل في مهد الحضارة التركية

شارك





عثر فريق من علماء الآثار في موقع كاراهانتيبه التركي على نقش حجري يعد أقدم تصوير واقعي لوجه بشري، ما يقدّم دليلا جديدا على أن البشر القدماء امتلكوا وعيا فنيا وهوية إنسانية عميقة.

مدينة كاراهانتيبه القديمة / oyaboya / Gettyimages.ru

ويعد كاراهانتيبه، الواقع في شانلي أورفا، أحد أقدم المراكز المعروفة للثقافة البشرية المنظمة، ويعود تاريخ أعمدته الضخمة على شكل حرف T وأسواره الحجرية إلى حوالي 10000 قبل الميلاد، أي نحو 12000 عام.

ويحمل أحد هذه الأعمدة نقشا لوجه بشري واضح، بتفاصيل دقيقة تشمل تجاويف عميقة للعينين وأنفا طويلا وعريضا وخطوط وجه حادة، ما يجعل هذا الاكتشاف أول مثال معروف لنحت واقعي للبشر بعد قرون من الاعتماد على النحت التجريدي.

وهذا الاكتشاف يفتح بابا لفهم جديد لطبيعة الأعمدة على شكل حرف T، إذ يُظهر أنها لم تكن مجرد عناصر معمارية، بل قد تكون أول محاولة للبشر لنحت صورهم على الحجر، وهو ما يمثل بداية فن البورتريه في تاريخ الإنسانية.



ويقع موقع كاراهانتيبه على بعد نحو 22 ميلا شرق موقع غوبيكلي تيبي، المعروف بكونه أقدم بناء بشري، ويتشارك معه في الاعتماد على الأعمدة الضخمة على شكل حرف T، لكن كاراهانتيبه يتفوق بتصميم معماري أكثر تعقيدا ويكشف عن أقدم آثار الاستيطان البشري والهياكل الاجتماعية المنظمة.

وسكن الموقع صيادون وجامعو ثمار في العصر الحجري الحديث ما قبل الفخار، بين 10000 و6500 قبل الميلاد، وكانوا في مرحلة انتقال نحو أسلوب حياة مستقر، كما يظهر من وجود مستوطنات وهياكل ضخمة ومنحوتات لحيوانات برية، على غرار موقع غوبيكلي تيبي.

ويقع كاراهانتيبه على قمة مرتفع حجري في منتزه جبال "تيك تيك" الوطني، وتكشف الحفريات عن تخطيطات منظمة، بما في ذلك أعمدة ظاهرية وأدوات مثل أحجار الطحن التي تدل على النشاط السكني.

وفي عام 2023، اكتشف العلماء تمثالا بشريا واقعيا يعود إلى نحو 11400 عام، ويعتبر من أقدم نماذج النحت الواقعي في التاريخ، بما يحوي من تفاصيل دقيقة مثل تعبير الوجه ونقش على شكل حرف V وأضلاع منحوتة بوضوح.

كما عثر العلماء على تمثال طائر يُعتقد أنه يمثل نسرا، إضافة إلى منحوتات لأفاعي وحشرات وطيور وأرانب وغزال، ما يعكس ثراء الفن الرمزي لدى سكان كاراهانتيبه.



وبدأت أعمال التنقيب في غوبيكلي تيبي وكاراهانتيبه منذ عام 2019، لكن الموقعين معروفان لعلماء الآثار منذ نحو 30 عاما، وما تزال الحفريات تقدم اكتشافات تضيف عمقا جديدا لفهمنا لتاريخ الفن والهوية الإنسانية.

المصدر: ديلي ميل

شارك

إقرأ أيضا


حمل تطبيق آخر خبر

آخر الأخبار