محمود الجارحي يكتب: شجاعة طفل في كفر الشيخ تواجه محاولة خطف ابن شقيقته.. كاميرات المراقبة توثق البطولة - الوطن

في شارع جانبي ضيق بمحافظة كفر الشيخ.. وثّقت كاميرا مراقبة لحظات حبست الأنفاس.. حين توقفت سيارة ملاكي بشكل مفاجئ.. وفتح بابها الخلفي.. ليترجل منها شخص بالغ متجهًا نحو طفلين كانا يقفان بجوار أحد الجدران.

اللقطات أظهرت الطفلين في حالة هدوء.. قبل أن تتغير ملامح المشهد سريعًا.. حيث أمسك الرجل بأحد الطفلين محاولًا السيطرة عليه. بينما بدأ الطفل الآخر في موقف لا يُنسى.. يحاول المقاومة والتشبث بالطفل الصغير في محاولة يائسة لمنعه من الخطف.. وسط حالة ارتباك واضحة في المكان.

المشهد المتداول أظهر الطفل وكأنه يقاوم من أجل شقيقه.. لكن التحريات والمعلومات الأولية أوضحت أن الطفل الذي تم الإمساك به هو ابن شقيقته.

مشهد الشجاعة الطفولية انتشر بسرعة على مواقع التواصل الاجتماعي، وتحول الطفل الصغير إلى حديث المتابعين بعدما رأوا فيه بطلًا صغيرًا حاول إنقاذ شقيقه بكل ما أوتي من قوة.. قبل أن تختفي السيارة من المشهد.. وتبين من خلال الفحص أنه ليس شقيقه بل ابن شقيقته.

مع تصاعد القلق.. بدأت الأجهزة الأمنية فحص مقطع الفيديو وتحليل تفاصيله بدقة، وكشفت التحريات التي أجرتها ضباط إدارة البحث الجنائي بمديرية أمن كفر الشيخ أن السيارة توقفت للحظات.. وكان بداخلها شخص آخر على صلة بالواقعة.

وبعد عدة ساعات من الفحص والتحري.. نجحت الأجهزة الأمنية في كشف ملابسات الواقعة كاملة، حيث تم تحديد وضبط الشخص الظاهر في مقطع الفيديو، وتبين أنه والد الطفل الذي جرى اصطحابه.. كما تم ضبط السيارة وقائدها، وهو صديق الأب.

أوضحت التحريات أن الأب أقر بأنه حال مشاهدته نجله برفقة الطفل الآخر، اصطحبه عنوة بسبب خلافات أسرية قائمة بينه وبين طليقته، والدة الطفل.. فيما أيد قائد السيارة رواية المتهم.

وتمكنت القوات من تحرير الطفل وإعادته سالمًا.. والتحفظ على السيارة المستخدمة في الواقعة، واتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة حيال مرتكبيها، قبل عرضهم على النيابة العامة التي باشرت التحقيق للوقوف على ملابسات الواقعة كافة.

وبين ذراعي الخوف.. وقف الطفل الصغير في مواجهة ما يفوق عمره.. لم يحمل سوى قلبه ولم يمتلك سوى غريزته في حماية ابن شقيقته.. لم يفهم تفاصيل الصراع.. ولم يدرك أسباب ما يحدث.. لكنه فهم شيئًا واحدًا فقط.. أن الطفل في خطر.

عدسة كاميرا المراقبة لم تكن وحدها الشاهد.. بل كانت عينًا نقلت شجاعة طفل لم يتراجع، حاول.. تشبث.. قاوم.. وواجه الرعب بحجم جسده الصغير.. الخوف كان أكبر من أعمارهم.. لكن الشجاعة خرجت من قلب صغير رفض أن يترك ابن شقيقته وحده.. فواجه اللحظة بكل ما يملك من براءة وقوة.

مصدر الصورة مصدر الصورة مصدر الصورة مصدر الصورة