حذّرت الدكتورة النائبة عايدة نصيف، عضو مجلس الشيوخ السابق وأستاذ العلوم السياسية، من خطورة الخطوة الإسرائيلية الأحادية بالاعتراف بما يُسمى «إقليم صوماليلاند» كدولة مستقلة، مؤكدة أن هذا التحرك يمثل تجاوزًا واضحًا لقواعد الشرعية الدولية، ومحاولة لإعادة رسم خرائط النفوذ بعيدًا عن القانون الدولي ومبادئ احترام سيادة الدول.
وأوضحت «نصيف»، في بيان اليوم الاثنين، أن هذا الإجراء يخلق سابقة شديدة الحساسية تمس وحدة الأراضي الصومالية، وقد يفتح الباب أمام تصاعد النزعات الانفصالية في منطقة تُعد من أكثر مناطق العالم تعقيدًا «منطقة القرن الإفريقي».
وشدّدت على أن تجاهل المجتمع الدولي لهذه الخطوة أو التعامل معها باستخفاف قد يترتب عليه تداعيات واسعة تتجاوز حدود الإقليم، وتمتد لتؤثر على الأمن والسلم الإقليمي والدولي.
وأشادت أستاذة العلوم السياسية بالموقف العربي الموحد، خاصة موقف جامعة الدول العربية الرافض بشكل تام للاعتراف الإسرائيلي، مؤكدة أن هذا القرار يفتقر لأي أساس قانوني أو مرجعية دولية معترف بها، ويمثل انتهاكًا صريحًا لمبادئ ميثاق الأمم المتحدة واعتداءً على سيادة جمهورية الصومال ووحدة أراضيها.
وأكدت أن الأهمية الجيوسياسية لمنطقة القرن الإفريقي ترتبط بشكل وثيق بأمن البحر الأحمر ومضيق باب المندب، وما لهذا الموقع من تأثير مباشر على حركة التجارة وخطوط الملاحة الدولية.
وحذّرت من أن أي محاولة لزعزعة الاستقرار في هذه المنطقة ستنعكس بشكل مباشر على الأمن القومي العربي، نظرًا لتداخل المصالح الاستراتيجية والاقتصادية.
وثمّنت الدكتورة عايدة نصيف، البيان الصادر عن وزارة الخارجية، الذي جدّد التأكيد على رفض القاهرة لأي إجراءات أحادية تمس سيادة الدول، وإدانتها الواضحة للاعتراف غير الشرعي بما يسمى «أرض الصومال».
واعتبرت أن هذا الموقف يجسّد ثوابت السياسة الخارجية المصرية القائمة على احترام سيادة الدول، ورفض فرض الأمر الواقع، والالتزام بمبادئ القانون الدولي، بجانب الدور المحوري الذي تضطلع به مصر في حماية الأمن القومي العربي والإفريقي ودعم الدولة الصومالية ومؤسساتها الشرعية.
المصدر:
الشروق