القليوبية - أسامة عبدالرحمن:
لم تكن مجرد جريمة قتل عابرة، بل كانت رحلة تعذيب بطيئة ومنظمة انتهت بجثة هامدة، وصرخة صامتة لفتاة لم تجد من يرحم ضعفها، في قلب القناطر الخيرية، نزع شاب في الثامنة والعشرين من عمره عباءة الإنسانية، ليرتدي ثوب "الجلاد"، محولاً أدوات بسيطة إلى وسائل قتل وحشية في قصة هزت وجدان محافظة القليوبية لسنوات.
- ليلة السقوط في فخ "الجلاد"
تعود فصول المأساة إلى يوم شتوي من فبراير عام 2014، حينما قرر المتهم "محمد ص. ر"، العامل المقيم بكفر سليم، أن يضع نهاية مأساوية لحياة المجني عليها "أميرة محمد أحمد". لم يكن القتل بالرصاص أو الطعن، بل كان "قتلاً بالتقسيط"؛ حيث بيّت النية وعقد العزم على إذلال جسدها قبل إزهاق روحها.
- أدوات الموت: "خرطوم وفصل معدني ساخن"
كشفت أوراق القضية، التي حملت رقم 33139 لسنة 2014 جنايات القناطر، عن تفاصيل تقشعر لها الأبدان، فقد استخدم المتهم "خرطومًا" لينهال به ضربًا على أنحاء متفرقة من جسد الضحية، ولم يكتفِ بذلك، بل استل "فصلاً معدنيًا" وقام بتسخينه لكيّ جسدها بالنار في مشاهد وحشية لا تصدر إلا عن نفس تجردت من الرحمة.
تقرير الصفة التشريحية كان "الشاهد الصامت" والأقوى في القضية، حيث وثّق إصابات مروعة وحروقاً بالغة كانت هي السبب المباشر في توقف قلب "أميرة" عن النبض، لتفارق الحياة متأثرة بجراحها وآلامها.
- رحلة العدالة.. من الإحالة إلى "المشدد"
بعد سنوات من المداولات والتحقيقات التي أشرف عليها المحامي العام لنيابات جنوب بنها، وقفت منصة القضاء العادل برئاسة المستشار شريف محمد صفوت سلام، لتسدل الستار على هذه القضية المأساوية.
استمعت المحكمة لشهادات الشهود وتقارير الخبراء، وناقشت أدوات الجريمة (الخرطوم والفصل المعدني) التي أحرزها المتهم دون مسوغ قانوني واستخدمها في "حفلة التعذيب".
- كلمة القضاء النهائية
وبعد مرافعة ماراثونية، قضت محكمة جنايات شبرا الخيمة بالسجن المشدد لمدة 7 سنوات على المتهم، ليكون عبرة لكل من تسول له نفسه ممارسة البلطجة أو تعذيب النفس البشرية.
خرج الحكم ليبرد نار قلوب أسرة الضحية، وليؤكد أن يد العدالة، وإن طال أمد التقاضي، ستصل في النهاية إلى كل من استباح الدماء وأرهق الأرواح بغير حق.
اقرأ أيضًا:
المشدد 7 سنوات لعامل متهم بقتل فتاة وتعذيبها بوحشية في القناطر
المصدر:
مصراوي
مصدر الصورة