جلس أشرف ملاك فى ورشته القديمة بأحد شوارع منطقة «الضاهر» بمحافظة القاهرة، أمام ماكينة الخياطة التى ترافقه منذ 50 عاماً، يتذكر ذلك اليوم الذى أخبره فيه أحد الأطباء بأنه مصاب بمرض سرطان الثدى، ولا بد من بتر الناحية اليسرى للسيطرة على المرض قبل أن ينتقل خارج أنسجة الثدى إلى أجزاء أخرى من الجسم عبر الجهاز الليمفاوى أو مجرى الدم.
الرجل الستينى الذى كان يعمل مُدرس تربية رياضية بإحدى المدارس الحكومية، قبل أن يتقاعد منذ عام، لم يخطر فى باله أن يصيبه مرض معروف عنه أنه يصيب السيدات فقط، وتعتبره الثقافة الشعبية السائدة لصيقاً بهن، لذلك لم يكشف لأحد حقيقة مرضه بشكل كامل خوفاً من نظرة المجتمع، ولم يقوَ على إعلان إصابته خوفاً من نظرة مَن حوله له.
«الوطن»، فى هذا التحقيق، ترصد معاناة الرجال الذين يصابون بمرض سرطان الثدى، وتكشف كيف يتعاملون معه بتجاهل وإنكار شديدين، فى مراحله الأولى، على الرغم من أن العلامات الظاهرية للإصابة ربما تكون أوضح بكثير لديهم مقارنة بالنساء، وعادة ما يتأخرون فى الذهاب للطبيب، خوفاً من الوصم ونظرات المجتمع الذى يعتبره مرضاً لصيقاً بالنساء ولا يمكن أن يصيب الرجال.
المصدر:
الوطن