تخطط غرفة صناعة الجلود باتحاد الصناعات المصرية زيادة حجم صادراتها بشكل عبر فتح المزيد من الاسواق التصديرية الجديدة فى القارة الإفريقية ومختلف دول العالم، وذلك للاستفادة من دخول نحو 70 مصنعًا جديدًا للسوق ناهيك عن زيادة حجم استثمارات القطاع.
وقد وضعت الغرفة حسب جمال السمالوطى، رئيس غرفة صناعة الجلود باتحاد الصناعات المصرية، برنامج واستراتيجية طموحة للتوسع فى الأسواق الخارجية خاصة الإفريقية، تستهدف النفاذ إلى 4 أو 5 دول رئيسية تشمل كينيا، أوغندا، تنزانيا، وأنجولا، عبر تنظيم مجموعة من البعثات الترويجية المتخصصة التى تهدف إلى تثبيت حضور المنتج المصرى ومعالجة التحديات المرتبطة باللوجستيات والشحن.
واضاف السمالوطى الذى فاز مؤخرًا بانتخابات رئاسة الغرفة إن قطاع الجلود يشهد حاليًا مرحلة تحول جذرى، انتقل خلالها من التركيز على تلبية احتياجات السوق المحلى إلى التوسع بقوة فى الأسواق العالمية، مدعومًا بارتفاع نسب المكون المحلى والتوسع فى إنشاء وتطوير المناطق الصناعية المتخصصة.
وأوضح السمالوطى أن القطاع نجح خلال الفترة الماضية فى جذب استثمارات أجنبية متزايدة، وهو ما انعكس على نتائج المعارض المتخصصة.
وقال السمالوطى أن القطاع يركز حاليًا على فتح اساوق جيدة يتخطى عددها إلى 12 دولة رئيسية، منها العراق، الأردن، الجزائر، ليبيا، السعودية، وفلسطين، نظرًا للطلب المتنامى على المنتج المصرى فى هذه الأسواق، وما تتمتع به من فرص نمو واعدة للصادرات.
واشار السمالوطى، رئيس غرفة صناعة الجلود باتحاد الصناعات المصرية، إلى أن قطاع الجلود يحقق معدلات نمو قوية تتراوح ما بين 30 و35% سنويًا، فى انعكاس مباشر لجهود تطوير الأداء، ورفع كفاءة المصانع، وتعزيز القدرة التنافسية للمنتج المصرى فى الأسواق المحلية والخارجية.
وأوضح السمالوطى أن هذه الطفرة فى معدلات النمو تواكبها قفزة نوعية فى نسبة المكون المحلى داخل الصناعة، حيث ارتفعت من مستويات تراوحت بين 25 و30% خلال السنوات الماضية، لتتجاوز حاليًا حاجز 60 إلى 65%، وهو ما يسهم فى تقليل الاعتماد على الواردات، وزيادة القيمة المضافة، وتحقيق استدامة أكبر للقطاع.
وكشف السمالوطى عن اقتراب نحو 70 مصنع بمنطقة الروبيكى لتدخل حيز الانتاج ومرحلة التشغيل الكامل خلال الثلاثة اشهر المقبلة، منطقة الروبيكى تضم حاليًا نحو 100 مصنع، من المتوقع أن يدخل ما بين 60 إلى 70 مصنعًا منها مرحلة التشغيل الكامل قبل حلول شهر رمضان المبارك، لإنتاج الأحذية الرياضية، والنعال، ومكونات مستلزمات الإنتاج، بما يعزز الطاقة الإنتاجية للقطاع ويدعم خطط التوسع.
وأشار السمالوطى إلى أن صادرات القطاع سجلت 60 مليون دولار، منوهًا بأن ذلك يأتى فى ظل استقدام نحو 200 مشترٍ دولى من الأسواق المستهدفة فى المعارض، هناك فجوة واضحة بين الأرقام الرسمية لصادرات الأحذية والمنتجات الجلدية والواقع الفعلى، حيث وصلت الصادرات المسجلة من 4 ملايين دولار فى 2020 إلى 58 مليون دولار فى 2024، مؤكدًا أن الأرقام الحقيقية أكبر بكثير، بسبب عمليات شحن غير مسجلة.
ودعا السمالوطى الشركات إلى تزويد الغرفة ببيانات الصادرات بشكل تقديرى لدعم جهود الدولة فى استقدام المزيد من المشترين الدوليين وتوجيه المعرض نحو الأسواق الأكثر طلبًا.
شريف يحيى، رئيس شعبة الأحذية والمنتجات الجلدية بغرفة القاهرة التجارية، قال إن القطاع يشهد نموًا فى حجم الاستثمارات والتصنيع، متوقعًا تحقيق نمو يتراوح بين 10 و15% خلال المرحلة المقبلة، مدعومًا بخطط الدولة التوسعية فى جذب السائحين وتهيئة بيئة جاذبة للاستثمار الصناعى.
وأكد يحيى أن الاستثمارات الجيدة سوف تنعكس بالإيجاب على معدلات نمو القطاع، القطاع يمر بمرحلة جيدة على الصعيد الصناعى، مشيرًا إلى أن الاعتماد أصبح شبه كامل على المنتج المحلى، بنسبة 95% بمختلف فئات الأحذية الرجالى والحريمى والأطفالى.
وأوضح يحيى أن الموازنة العامة للدولة من أكبر المستفدين من هذا النمو، انخفاض فاتروة الواردات وزيادة معدلات الإنتاج المحلى تدعم الاقتصاد المصرى ومعدلات البطالة والتضخم، كما أنها توفر المزيد من فرص العمل الجديدة تبعًا لكلام يحيى.
وتوقع يحيى أن تسهم مخططات غرفة صناعة الجلود فى دعم معدلات التصدير وزيادة حجم استثمار الشركات، هناك فرص كبيرة لنمو القطاع خاصة فى الأسواق الخارجية على جميع الشركات زيادة قدراتها التنافسية للنفاذ الى مختلف الأسواق العالمية.
وقال يحيى إن السوق المصرية ستظل من أكثر الأسواق جاذبية للاستثمار بفضل قاعدة استهلاكية تتجاوز 100 مليون مواطن، مطالبًا استمرار الدعم الحكومى حتى ينمو القطاع اكثر وينجح فى فتح المزيد من الاسواق التصديرية الجديدة، وهو ما يساعد على تحقيق كل خطط الدولة الرامية إلى زيادة حجم الصادرات إلى نحو 145 مليار دولار.
رأفت الخياط، عضو غرفة صناعة الجلود وممثل الغرفة فى مجلس إدارة اتحاد الصناعات المصرية توقع استمرار نمو استثمارات وصادرات القطاع بشكل كبير خلال الفترة المقبلة.
وأضاف الخياط أن هناك خططًا طموحة ستعمل الغرفة على تنفيذها خلال الفترة المقبلة لزيادة صادرات القطاع عبر فتح المزيد من الأسواق التصديرية الجديدة.
وأشار إلى أن برنامج مجلس إدارة غرفة صناعة الجلود الجديد يستهدف بناء صناعة جلود مصرية حديثة قادرة على المنافسة إقليميًا ودوليًا، من خلال تحديث منظومة الإنتاج والاعتماد على المعرفة والتكنولوجيا، بما يخدم الاقتصاد الوطنى ويعزز فرص النمو المستدام.
الجدير بالذكر أن حجم استثمارات صناعة الجلود العالمى ضخم ومتنامٍ، حيث قُدر سوق المنتجات الجلدية العالمى بحوالى 498.57 مليار دولار فى 2024، ومن المتوقع أن يصل إلى أكثر من 855 مليار دولار بحلول 2032، مع تركيز عالمى على الاستدامة والاتجاهات الحديثة، وهو مادفع الدولة إلى إنشاء مدينة الروبيكى للجلود على مساحة 500 فدان، بهدف تطوير الصناعات الجلدية، حيث تعد من أكبر المشروعات المتخصصة فى هذا المجال بالشرق الأوسط، وتستهدف تنمية قطاع دباغة الجلد وتصنيعه، وتحسين جودة الإنتاج، بما ينعكس على المنتجات فى السوق المحلية، ويزيد الصادرات مستقبلًا، بعدما تراجعت فى السنوات الأخيرة.
يذكر أن المدينة تكون من 3 مراحل، المرحلة الأولى للمدينة: 323 وحدة على مساحة 203 أفدنة، ونجحت فى نقل وتشغيل وتطوير المدابغ من سور مجرى العيون إلى الوحدات المطورة، وانتهت بنسبة 100% من منشآت المرحلة، وبدأ الإنتاج فيها بعد نقل الطاقة الإنتاجية لمنطقة مجرى العيون.
المرحلة الثانية: تمتد على 109 أفدنة شاملة الجزء الخاص بامتداد التعويضات بمساحة 27 فدانًا، وتشمل الصناعات الوسيطة والمستخرجة من عملية الدباغة، مثل: تصنيع الجيلاتين، وكيماويات الدباغة والكرياتين والأمينو أسيد وتصنيع السماد الحيوانى، وانتهت مرافقها بنسبة 100%.
المرحلة الثالثة: 161 فدانًا تشمل مؤسسات التصميم والمعاهد الفنية للجلود، والصناعات الوسيطة، ومصانع المنتجات الجلدية، ومنافذ بيع ومناطق تجارية، وتستوعب بين 100 و150 مصنعًا للمنتجات الجلدية والإكسسوارات والكماليات، ومنطقتى خدمات، ومنطقة معارض، ومركزًا طبيًا ومركز تدريب.
المصدر:
الشروق