وضعت شخصية "نادر"، التي يجسدها الفنان صدقي صخر في مسلسل "لا ترد ولا تستبدل"، الجمهور أمام معضلة أخلاقية وإنسانية شائكة، تسببت في موجة واسعة من الانقسام والجدل عبر منصات التواصل الاجتماعي حول حدود التضحية بين الزوجين وحق الإنسان في ملكية جسده.
فجر المسلسل تساؤلات كثيرة دفعت المتابعين لإعادة النظر في مفاهيم الحب والدعم: هل من حق الزوج، قانونًا وإنسانيًا، أن يرفض التبرع بكليته لإنقاذ حياة زوجته دون أن يُوصف بالأنانية؟ أم أن مقتضيات الحب تفرض التضحية المطلقة دون حسابات؟
هذا التساؤل لم يحِر المشاهدين فحسب، بل امتد إلى الفنان صدقي صخر نفسه، الذي بدا متأثرًا بتناقضات الشخصية، حيث نشر عبر حسابه الرسمي على "فيسبوك" فيديو يجمع مشاهد لـ"نادر"، معلقًا بكلمات مقتضبة: "حتى أنا محتار فيك!"، فاتحًا بذلك باب النقاش أمام مئات التعليقات التي تباينت بين الهجوم والدفاع.
خلال الأحداث، يظهر "نادر" كنموذج للزوج الداعم، الذي يبذل كل ما يملك من مال وجهد للبحث عن متبرع لزوجته "ريم" (دينا الشربيني). إلا أن نقطة التحول جاءت حين أثبتت التحاليل الطبية، التي أجراها دون علم زوجته، أنه المتبرع الأنسب، لكنه يتردد كثيرًا في فكرة التضحية بكليته، مفضلاً دفع كل ما يملك لشخص آخر يرغب في بيع كليته لإنقاذ زوجته.
هذا الأمر جعل الشخصية عصية على التصنيف؛ ففريق من الجمهور رآه رجلاً واقعيًا يخشى على مستقبله الصحي، وفي الوقت نفسه مستعد أن يفعل كل ما في وسعه لإنقاذ زوجته، مضحّيًا بماله ووقته، ومعرضًا نفسه لمشاكل عديدة، بينما اعتبره فريق آخر "أنانيًا" يتستر خلف منطق بارد، مفتقد للمشاعر، وينظر للحياة بنظرة عملية خالية من الحب والإنسانية.
واستغل صناع العمل الاسم ليكون "نادر" اسمًا على مسمى، لشخصية درامية غير تقليدية لم تنتصر فيها الحبكة لرأي على حساب الآخر، مما حولها إلى مادة دسمة للتريند تحت عناوين مثل: "نادر.. توكسيك ولا طبيعي؟" و*"نادر زوج ريم.. وحش ولا حلو؟"*.
إلى جانب لغز "نادر"، يواصل مسلسل "لا ترد ولا تستبدل" حصد الإشادات لتناوله قضايا حساسة مثل التبرع بالأعضاء ومافيا السماسرة، ومعاناة مرضى الفشل الكلوي في قالب درامي مشوق. وانتشرت فيديوهات لكثير من الأطباء وهم يوجهون رسالة شكر لفريق العمل على تسليط الضوء على هذه القضية الهامة، والإستعانة بمتخصصين، مما جعل مشاهد العلاج والغسيل صحيحة تمامًا، وكأن مؤدية الشخصية تقوم بغسل كليتها فعليًا. كما أشاد الأطباء بتأثير العمل على الجمهور، الذي بادر كثيرون منهم للذهاب إلى العيادات والمستشفيات للاطمئنان على حالتهم الصحية.
ونال أداء الأبطال استحسان النقاد والجمهور، بدءًا من دينا الشربيني وأحمد السعدني، وصولاً إلى فدوى عابد التي قدمت مفاجأة العمل بشخصية "المرابية"، والتي تخوض علاقة مثيرة للجدل مع شاب يصغرها بسنوات.
يُذكر أن المسلسل من تأليف دينا نجم وسمر عبد الناصر، وإخراج مريم أبو عوف، ويشارك في بطولته نخبة من النجوم بينهم حسن مالك، يارا جبران، وصدقي صخر. تدور القصة حول رحلة زوجة تصطدم بمرض الفشل الكلوي، لتبدأ رحلة البحث عن نجاة تتشابك فيها المصائر والعلاقات الإنسانية.
المصدر:
الشروق