واصل فيلم الرسوم المتحركة العالمي Zootopia 2 كتابة فصل جديد من فصول النجاح، بعدما سجّل إيرادات تاريخية بلغت مليارًا و286 مليون دولار في شباك التذاكر العالمي، منذ طرحه بدور العرض يوم 26 نوفمبر الماضي، ليؤكد أن عالم زوتوبيا ما زال قادرًا على أسر قلوب الكبار والصغار، وترسيخ مكانته كواحد من أنجح مشروعات الرسوم المتحركة على الإطلاق.
هذا الإنجاز الضخم لم يأتِ من فراغ، بل جاء مدعومًا بحالة جماهيرية واسعة، وإشادات نقدية لافتة، أعادت الفيلم إلى صدارة المشهد السينمائي العالمي، وجعلته حديث الجمهور عبر منصات التواصل، خاصة مع النجاح اللافت في الجمع بين الترفيه البصري والرسائل الإنسانية العميقة.
عودة إلى مدينة لا تعرف المستحيل
يأخذنا Zootopia 2 في رحلة جديدة داخل المدينة التي لا تنام، مستكملًا الأحداث مباشرة بعد نهاية الجزء الأول، حيث نتابع جودي هوبز ونيك وايلد وقد أصبحا شريكين رسميين في قسم شرطة زوتوبيا. ورغم الانسجام الظاهر بين الثنائي، إلا أن اختبارًا صعبًا يضع علاقتهما المهنية على المحك، مع ظهور شخصية غير متوقعة تقلب موازين المدينة بالكامل.
غاري دي سنيك… المفاجأة الكبرى
يدخل المشهد غاري دي سنيك، الأفعى السامة ذات الطابع الكوميدي والإنساني في آن واحد، ليصبح المحرك الرئيسي للأحداث. ظهوره المفاجئ، كأول أفعى تطأ زوتوبيا منذ أكثر من قرن، يفتح أبوابًا مغلقة على أسرار قديمة ومؤامرة معقدة تمتد جذورها إلى عائلة نافذة، ما يدفع جودي ونيك إلى سباق مع الزمن لحماية المدينة من خطر غير مسبوق.
عالم أوسع… وإبهار بصري غير مسبوق
الفيلم لا يكتفي بسرد قصة مشوقة، بل يقدّم توسعًا بصريًا مذهلًا لعالم زوتوبيا، متنقلًا بين أحياء وأسواق وممرات مائية نابضة بالحياة، وصولًا إلى القصور الفاخرة والاحتفالات الكبرى التي تشهدها المدينة. هذا الاتساع في العالم السينمائي منح المشاهد تجربة غنية بالتفاصيل، مدعومة بتقنيات رسوم متحركة متطورة رفعت سقف التوقعات إلى مستوى جديد.
أصوات مألوفة وطاقة جديدة
يحافظ الفيلم على روح الجزء الأول من خلال عودة الأصوات الأصلية المحبوبة، التي أعادت الحيوية والكيمياء الخاصة بين الشخصيات، مع انضمام طاقم جديد أضاف نكهة مختلفة للأحداث، سواء على مستوى الكوميديا أو الدراما. كما شهد العمل عودة لافتة للموسيقى والاستعراضات التي منحت الفيلم إيقاعًا مميزًا وحضورًا فنيًا قويًا.
إنجاز تقني ورسالة إنسانية
يُعد Zootopia 2 واحدًا من أضخم الإنتاجات في تاريخ الرسوم المتحركة، حيث يضم أكثر من 170 شخصية من عشرات الأنواع المختلفة، بتصميمات دقيقة وحركات نابضة بالحياة. وبرزت شخصية غاري دي سنيك كإنجاز تقني لافت، خاصة في تفاصيل الحركة والملمس، ما عكس تطورًا كبيرًا في أدوات صناعة الأنيميشن.
وعلى مستوى المضمون، يواصل الفيلم تقديم رسائله الذكية حول الثقة، وتقبّل الاختلاف، وقوة العمل الجماعي، مؤكدًا أن التعاون يمكن أن يولد من أكثر العلاقات تعقيدًا، وأن التفاهم هو الطريق الحقيقي لبناء مجتمع متوازن.
نجاح يتجاوز الأرقام
المصدر:
الفجر