توقع منير أديب الباحث في شئون الجماعات الإرهابية ، صدور قرار وزارتي الخارجية والخزانة الأمريكيتين خلال الساعات المقبلة بوضع الإخوان المسلمين على قوائم الإرهاب، مؤكدا أن هذا يمثل المسمار الأخير في نعش التنظيم، رغم أن هذا القرار جاء متأخراً؛ نحن نتحدث عن تنظيم عمره 97 عاماً، قارب المئة عام، وبالتالي الولايات المتحدة الأمريكية كان ينبغي لها أن تضع التنظيم على قوائم الإرهاب ربما من عقود ماضية، خاصة وأن التنظيم استخدم العنف لسنوات طويلة ولكن ربما لأسباب سياسية، وربما أن التنظيم كان مفيداً للولايات المتحدة الأمريكية في أوقات سابقة، وبات يشكل خطراً على أمنها وأمن حلفائها ربما خلال الفترة الأخيرة؛ وهو ما دفع واشنطن إلى وضعه على قوائم الإرهاب.
وتابع: "في تقديري، أننا نتحدث عن ثلاث سنوات وينتهي التنظيم بشكل كامل؛ لأسباب ترتبط بأن الملاذات الآمنة للتنظيم باتت ملاذات منفرة، باتت ملاذات غير جاذبة، وقد تكسرت وتفككت هذه الملاذات مع هذا القرار المرتقب ربما خلال الساعات القليلة القادمة، خاصة وأن الإخوان تم مواجهتهم بصورة كبيرة ربما في المنطقة العربية، وبخاصة من العواصم العربية: القاهرة، أبو ظبي، الرياض. وبُذلت جهود كثيرة إزاء المؤسسات الموجودة في هذه العواصم وغيرها من العواصم العربية، سواء كان من خلال المؤسسات الدينية أو المجامع الفقهية أو المؤسسات الثقافية والإعلامية والفنية، وغيرها من المؤسسات المعنية بنشر الوعي وبتفكيك الأفكار المؤسسة للإخوان ".
وأشار إلي أن سبب بقاء الإخوان هو وجود الملاذات الآمنة التي بدأت تتفكك مع قرب صدور القرار التنفيذي من قبل الوزارتين المعنيتين: الخارجية والخزانة الأمريكيتين. وبالتالي، هنا سوف يتفكك التنظيم مع تفكك الأفكار المؤسسة للتنظيم، والتي بدأت مع رحلة طويلة ربما قامت بها العواصم العربية المذكورة وعواصم أخرى.
وأوضح أنه سوف ينتهي التنظيم في تقديره الخاص -على أسوأ الأحوال ربما- خلال ثلاث سنوات، موضحا أنه لن تكتمل المئة الأولى للتنظيم، أو لن يبلغ التنظيم قرنه الأول حتى يتم إعلان شهادة وفاته وانتهائه تماماً، وهنا سوف يصبح التنظيم جزءاً من التاريخ يُحكى عنه، وسوف يكون مجرد سطر في كتب التاريخ نتحدث عنه كما نتحدث عن فرق إسلامية ضالة تحدث عنها التاريخ الإسلامي مثل الخوارج؛ الذين لم يعد الخوارج موجودون في العصر الحالي إلا ذكراً، صفاتهم هي التي باتت موجودة أما أشخاصهم فهم غير موجودين.
وتابع قائلا :" أعتقد أن الإخوان أنفسهم سوف يختفون تماماً من على الساحة العربية وغير العربية؛ لأن التنظيم شاخ وشاخت أفكاره، وبات التنظيم -رغم أنه موجود في أكثر من 85 دولة - إلا أنه بات جسداً كبيراً ممتداً، ولكنه هذا الجسد لا يعيش إلا على التنفس الاصطناعي في غرف الإنعاش. ويعني، مؤكدا أن الباحثون المختصون والمراقبون يتوقعون أن هذا الجسد ربما يموت خلال أقل من ثلاث سنوات، لينتهي فصل مؤلم من فصول التنظيمات الدينية المتطرفة التي أصلت للعنف في العصر الحديث".
المصدر:
اليوم السابع