آخر الأخبار

ما مدى جواز العمل بالأحاديث الواردة في صيام شهر رجب؟.. الإفتاء تجيب - الوطن

شارك

أكدت دار الإفتاء المصرية، أن القول بعدم جواز العمل بالأحاديث الواردة في صيام شهر رجب بدعوى ضعفها غير صحيح شرعًا، موضحة أن هذه الأحاديث وإن كانت ضعيفة، إلا أنها يُعمل بها في فضائل الأعمال وفقًا لما قرره جمهور الفقهاء وعلماء الحديث، موضحة أن الصيام في شهر رجب يندرج أصلًا تحت الصيام التطوعي الذي رغب فيه الشرع الشريف بنصوص صحيحة عامة، ولا يتوقف مشروعيته على ورود حديث صحيح خاص بفضل صيام رجب على وجه التحديد.

ما ورد في السنة بشأن صيام رجب؟

وأضافت الإفتاء عبر موقعها الرسمي، أن السنة النبوية ورد فيها ما يدل على مشروعية الصيام في الأشهر الحرم، ومنها شهر رجب، مستشهدة بحديث رواه الإمام أبو داود عن مجيبة الباهلية عن أبيها أو عمها، أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال له: «صُمْ مِنَ الْحُرُمِ وَاتْرُكْ»، وهو توجيه نبوي يدل على استحباب الصيام في الأشهر الحرم دون تخصيص.

الإفتاء: ضعف الأحاديث لا يمنع العمل بها في الفضائل

وأشارت إلى أنه ورد في بعض الروايات أحاديث في فضل صيام يوم من رجب، منها ما رواه الإمام البيهقي عن أنس بن مالك رضي الله عنه، إلا أن دار الإفتاء بيَّنت أن هذه الأحاديث لا يصح منها شيء من حيث الإسناد، مؤكدة أن الحافظ ابن حجر العسقلاني نصَّ صراحة على أنه لم يرد حديث صحيح خاص بفضل صيام رجب، إلا أن ذلك لا يمنع العمل بالأحاديث الضعيفة في فضائل الأعمال، وهو ما قرره جمهور العلماء.

ونقلت الإفتاء عن الإمام النووي قوله إن العلماء من المحدثين والفقهاء أجازوا واستحبوا العمل بالحديث الضعيف في فضائل الأعمال، ما دام غير موضوع، ولا يتعلق بالعقائد أو الأحكام الشرعية كالحلال والحرام، كما أكدت أن العلامة ابن حجر الهيتمي شدد على أن صيام رجب من فضائل الأعمال، وأن العمل فيه بالأحاديث الضعيفة أمرٌ مجمع عليه بين العلماء، ولا يُنكر ذلك إلا من يجهل القواعد العلمية المقررة في هذا الباب.

وأوضحت دار الإفتاء أنه حتى مع افتراض عدم ورود أحاديث خاصة في فضل صيام رجب، فإن النصوص الصحيحة العامة التي تحث على الصيام التطوعي كافية لإثبات المشروعية، ومنها قول النبي صلى الله عليه وآله وسلم: «كُلُّ عَمَلِ ابْنِ آدَمَ لَهُ إِلَّا الصَّوْمَ فَإِنَّهُ لِي وَأَنَا أَجْزِي بِهِ».

وردت دار الإفتاء على ما يُشاع من أن الشافعية استدلوا على استحباب صيام رجب بأحاديث موضوعة، مؤكدة أن هذا الادعاء باطل، وأن أئمة الشافعية وغيرهم لم يعتمدوا في استحباب الصيام على الأحاديث الموضوعة، وإنما على القواعد العامة وفضائل الأعمال.

الإفتاء: صيام رجب من فضائل الأعمال

واختتمت دار الإفتاء المصرية بالتأكيد أن صيام شهر رجب – سواء كله أو بعضه – من فضائل الأعمال المستحبة، وينبغي للمسلم أن يحرص عليها ولو مرة واحدة في العمر، عملًا بتوجيه النبي صلى الله عليه وآله وسلم: «إذَا أَمَرْتُكُمْ بشيءٍ فَأْتُوا مِنْهُ مَا اسْتَطَعْتُمْ»، مشددة على أن شهر رجب فرصة إيمانية عظيمة للإكثار من الطاعات، والاستعداد الروحي لشهر رمضان المبارك.


*
*
*
*
الوطن المصدر: الوطن
شارك

أخبار ذات صلة



حمل تطبيق آخر خبر

إقرأ أيضا