اصطحبت نيابة الدخيلة في الإسكندرية، "ط. ح. ع"، 32 عامًا، المتهم بقتل زميله "ع. ع. ص" وتقطيع جثمانه إلى 4 أجزاء، ودفن جزأين منها، وألقى بالباقي في مقلب قمامة بمنطقة أبو يوسف، وسط حراسة أمنية مشددة، إلى الشقة المستأجرة التي شهدت الواقعة، برفقة الطب الشرعي ومختصين من الحماية المدنية؛ لاستخراج الأجزاء المدفونة من جثمان المجني عليه، وإجراء معاينة تصويرية لتمثيل كيفية ارتكاب الجريمة.
وأقر المتهم في التحقيقات، بأنه بعد الانتهاء من تقطيع الجثمان فكر في إشعال النيران فيه، إلا أنه تراجع عن فكرته خشية تصاعد الدخان وملاحظة الجيران للأدخنة، وإبلاغ الشرطة بوجود حريق بالشقة، ما قد يؤدي إلى انكشاف أمره، قائلًا: «لو كنت أعرف أن الجثة هتتعرف عن طريق البصمات كنت قطعت أصابعه ودفنتها مع الرأس والقدم اليمنى».
وأضاف المتهم، أن خبرته السابقة في مهنتي "الطبخ والجزارة" سهلت عليه التخلص من آثار الجريمة إذ قطع الجثمان، وكسر سيراميك غرفة المجني عليه باستخدام الأجنة والشاكوش، ثم دفن أجزاء من الجثة، وتحديدًا القدم اليمنى وغطاها بخليط من الرمال والأسمنت وسوى الأرضية فوقها.
وأوضح المتهم، أنه عقب ذلك صعد إلى الطابق الثاني بالعقار محل الحادث حيث توجد شقة "تحت التشطيب"؛ بحثًا عن مكان لدفن رأس المجني عليه، فشاهد غرفة حمام بها موضع مخصص لقاعدة المرحاض وأسفله حفرة، فوضع الرأس بداخلها، ثم جهز خليطًا من الأسمنت والرمال وغطى الحفرة حتى لا يكتشفها أحد.
وأشار المتهم، إلى أن المدة الزمنية للتخلص من أجزاء المجني عليه استغرقت 9 ساعات، بدأت 7 صباحًا ثم عاد إلى الشقة محل الواقعة واستحم وارتدى ملابسه وعقب شعوره بالجوع اشترى سندوتش كبدة وذهب للجلوس على المقهى واحتسى الشاي واستمع للأغاني، ثم عاد إلى الشقة وخلد للنوم حتى اليوم التالي، حيث قرر السفر إلى بلدته في صعيد مصر قبل ضبطه.
وقررت نيابة الدخيلة الجزئية حبس المتهم، المقيم بمحافظة المنيا، 4 أيام احتياطيًا على ذمة التحقيقات؛ لاتهامه بقتل وتقطيع ودفن جثمان زميله المقيم معه من محافظة قنا، عمدًا مع سبق الإصرار، بدعوى سبه وقذفه بالأم والأب، واتهامه بسرقة مبلغ 1200 جنيه.
وتلقت النيابة العامة تحريات المباحث الجنائية حول الواقعة، وتقرير الصفة التشريحية الخاص بمناظرة جثة القتيل، مع التصريح بدفن الجثمان عقب الانتهاء من الإجراءات، كما استمعت لأقوال شهود العيان، وطلبت تقرير فحص تسجيلات كاميرات المراقبة بالمنطقة لبيان ملابسات الحادث.
وتلقى مدير أمن الإسكندرية، اللواء رشاد فاروق، إخطارًا من مأمور قسم شرطة الدخيلة، يفيد بورود بلاغ من الأهالي، عُثر خلاله على أشلاء جثة داخل مقلب قمامة بمنطقة العجمي، بدائرة القسم.
وبانتقال الشرطة إلى موقع البلاغ، تبين من المعاينة وفحص تسجيلات كاميرات المراقبة أن زميل المجني عليه وراء ارتكاب الواقعة، حيث حضر من الصعيد منذ 3 أعوام، واستقر بمنطقة أبويوسف، وكان يقيم في شقة مستأجرة مكونة من غرفتين وصالة، إحداهما مخصصة للمجني عليه، والأخرى للمتهم وشخص ثالث يدعى «م. ا»، لكونهم عمالًا باليومية ويتقاسمون دفع الإيجار.
وسجلت كاميرات المراقبة 7 مقاطع فيديو، ظهر المتهم في الأول حاملًا جوالًا بلاستيكيًا ممتلئًا، والثاني عقب التخلص من الأجزاء الأولى، والثالث دون حمل أي أشياء بيده، والرابع أثناء دخوله مخبزًا، والخامس أثناء خروجه من المخبز حاملًا أجولة بلاستيكية، والسادس حال توجهه لشراء الأسمنت والرمال، والسابع وهو يحمل كيسًا بلاستيكيًا أسود ممتلئًا.
وبتقنين الإجراءات، وضبط المتهم، أقر في التحقيقات، أن المجني عليه طلب منه أن يشاركه "منذ عام" في نقل عفش سيدة من منطقة أبو يوسف إلى منطقة البيطاش فذهب معه، وعقب الانتهاء من عملهم حدثتهم السيدة بأن درج "الكمودينو" كان يوجد به مبلغ 1200 جنيه، فردا عليها بأنهم لم يأخذوا تلك الأموال، وبإمكانها تفتشيهم أو تطلب لهم الشرطة، فردت عليهم قائلة: "خلاص ربنا يعوض عليا"، وانتهيا من العمل وذهبا إلى المسكن.
وأضاف المتهم، أنه وبعد مرور سنة كاملة وبسبب أن المجني عليه لم يعمل لبعض الوقت واضطر لاقتراض مبالغ مالية من زملائه على سبيل السلف، خاطبه قائلًا: "عايز مبلغ الـ1200 جنيه اللي سرقتهم من السيدة التي نقلنا العفش لديها"، فأنكر المتهم السرقة وأنه ليس "حرامي" فنعته المجني عليه بالسباب والشتائم بالأم والأب؛ ليتطور الأمر إلى حدوث مشادة بينهما، ألح خلالها القتيل في طلب المبلغ، مكررًا أمر السب والقذف للمتهم وأهله فقرر الانتقام منه.
وأشار المتهم في التحقيقات، إلى أنه وعقب هذا الخلاف، استغل نزول زميلهما الثالث إلى العمل، وأحكم غلق باب الشقة، وبعد أن أعد سلاحين أبيضين "سكينتين" دخل إلى غرفة المجني عليه، وطلب منه الذهاب إلى السيدة؛ لإنهاء الخلاف بينهما، وعندما رفض أخرج السكين الصغير وسدد به طعنة نافذة له في الرقبة، وأخرى في الصدر، ثم أخرج السكين الكبير وسدد له به عدة طعنات في البطن أردته قتيلا.
وكشف المتهم، عن أنه استعان في التخلص من الجثة بـ"الأجنة والشاكوش" الخاصين بعمل المجني عليه، واشترى 3 أجولة فارغة وأسمنت ورمال جمعها من عقار تحت التشطيب، ثم أهداه تفكيره الشيطاني إلى تقطيعها لأجزاء، ودفن بعض منها في الشقة، ونقل الباقي داخل أجولة وإلقائه في مقلب القمامة، ثم وضع متعلقاته الشخصية معه حتى لا يفتضح أمره.
وأوضح المتهم، أنه وفي أثناء التفكير في كيفية إنهاء حياة المجني عليه والتخلص منه؛ تمنى لو كان بحوزته سلاح ناري لقتله بسهولة.
وحرزت الأسلحة البيضاء المستخدمة في ارتكاب الجريمة، والأدوات التي استعان بها المتهم للتخلص من أثارها، وبمواجهته أقر بارتكابها، فتحرر محضر إداري بقسم شرطة الدخيلة، وجارٍ العرض على النيابة العامة؛ لتباشر التحقيقات.
المصدر:
الشروق