اصدر مركز الميزان لحقوق الإنسان بفلسطين تقريره حول اليوم العالمى لحقوق الإنسان ؛ هذا اليوم الذي يحتفى فيه المجتمع الدولي بذكرى الإعلان العالمي لحقوق الإنسان؛ لإعادة التأكيد على أن قيم حقوق الإنسان والحفاظ عليها ما زالت تشكل الخيار الرابح للبشرية، وتحمل هذه المناسبة عام 2025 شعار" حقوق الإنسان ركيزة كرامتنا في الحياة اليومية".
وأكدت التقرير الصادر عن مركز الميزان؛ أن هذه المناسبة جاءت في وقت يتعرض فيه سكان الأراضي الفلسطينية المحتلة للإبادة الجماعية، ويحرم الفلسطينيون من أبسط حقوقهم الواردة في الإعلان العالمي لحقوق الإنسان، لاسيما حقهم في الحياة وحقهم في تقرير مصيرهم بأنفسهم، والحق في مستوى معيشي ملائم يتوفر فيه المأكل، والملبس، والمسكن، والعمل، والرعاية الطبية، والتعليم والمشاركة في الحياة الثقافية، ويتعرض المعتقلون إلى أشكال مختلفة من التعذيب وسوء المعاملة بما في ذلك جريمة الاغتصاب.
وأكد التقرير أن قوات الاحتلال الإسرائيلي واصلت هجماتها الجوية، والبرية، والبحرية، وتتعمد استهداف المدنيين وممتلكاتهم على نطاق واسع، وتسيطر عسكرياً على أكثر من (53%) من مساحة قطاع غزة، ولا تحترم التفاهمات والمطالب الدولية، وسريان وقف إطلاق النار، حيث تطلق نيران أسلحتها على المواطنين، والمنازل السكنية، وخيام النازحين، وتتوغل في المناطق السكنية.
وأشارت التقرير إلى المعلومات الميدانية أنه ومنذ دخول قرار وقف إطلاق النار حيز التنفيذ، أسفرت الهجمات الإسرائيلية عن استشهاد (357) فلسطينياً، وإصابة (903) آخرين، فيما تواصل حرمان الفلسطينيين من حرية الحركة والتنقل وخاصة المرضى والجرحى، حيث ما يزال أكثر من (15,000) مريض وجريح بحاجة للسفر لاستكمال العلاج، في ظل محدودية الرعاية الصحية الناجمة عن تدمير المرافق الصحية، وارتفاع العجز في الأدوية بمستودعات وزارة الصحة ل (55%)، والمستهلكات الطبية وصلت نسبة العجز لنحو (71%).
ويواجه سكان قطاع غزة ظروف إنسانية بالغ القسوة؛ جراء القيود المفروضة على دخول البضائع، إذ يقدر متوسط عدد الشاحنات المحملة بالبضائع التي تصل إلى قطاع غزة بـ(171) شاحنة من أصل (600) شاحنة، ويحظر دخول المواد الأساسية بكميات كافية خاصة الأغذية، والأدوية، وغاز الطهي، والوقود، والمواد اللازمة للمأوى، وتستمر مأساة النازحين والمهجرين قسرياً نتيجة غياب أبسط مقومات الحياة لاسيما الخيام والقطع البلاستيكية والمواد الخاصة بالإيواء كالأخشاب والمسامير، وتواجه نحو (288,000) أسرة فلسطينية مخاطر حقيقة نتيجة غياب المأوى المناسب في ظل المنخفضات الجوية التي أدت إلى غرق الآلاف من خيام النازحين.
وواشار التقرير انعكس تدهور الأحوال الاقتصادية والاجتماعية والثقافية الناجم عن سياسة تدمير المرافق الصناعية والزراعية والمواقع الأثرية والسياحية في تراجع الأحوال المعيشية، حيث ظلت سياسة التجويع تهدد الآلاف من الأسر بعد أن أودت بحياة (457) شخصاً من الأطفال، والنساء، وكبار السن، كما دمرت مرافق البنى التحتية والمرافق التعليمية من المدارس ورياض الأطفال والمعاهد والجامعات، وتسببت في شلل تام للعملية التعليمية في المستويات كافة، وألحقت الأذى المعرفي بالطلبة والباحثين والمهتمين، ويحرم الطلبة من تلقي تعليمهم المناسب للعام الثالث على التوالي.
وأكد مركز الميزان لحقوق الإنسان في تقريره أن حرب الإبادة الجماعية المتواصلة تنتهك الحقوق الأساسية للفلسطينيين، حيث تواصل قوات الاحتلال تنكرها لتفاهمات إعلان وقف إطلاق النار، والقانون الدولي الإنساني ومبادئ القانون الدولي لحقوق الإنسان، لاسيما حق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره بنفسه، وترفض تطبيق القرارات والتدابير الصادرة عن محكمة العدل الدولية، والمحكمة الجنائية الدولية، وتلك الصادرة عن مجلس الأمن والجمعية العامة للأمم المتحدة.
وبناءً عليه، يطالب المركز المجتمع الدولي بالتدخل الفوري وإلزام دولة الاحتلال بوقف جريمة الإبادة الجماعية، والانسحاب من قطاع غزة، وتطبيق التدابير الصادرة عن محكمة العدل الدولية، وضمان حق الفلسطينيين في حرية الحركة والتنقل لاسيما المرضى، وضمان تسهيل حركة مرور المساعدات الغذائية والطبية باستمرار وبكميات كافية، ووضع حد لسياسة الإفلات من العقاب، وملاحقة كل من أمر أو نفذ الجرائم بحق المدنيين الفلسطينيين وإخضاعه للمحاكمة، وضمان الحقوق السياسية للفلسطينيين، وتطبيق قرارات الأمم المتحدة وعلى رأسها حق الشعب الفلسطيني في تقرير المصير.
ويجدد مركز الميزان دعوته لشعوب العالم وأحراره بتكثيف حملاتهم التضامنية وتعظيم الضغوط على حكوماتهم لضمان احترامها لواجباتها تجاه وقف الإبادة الجماعية وضمان إنهاء احتلال إسرائيل للأرض الفلسطينية المحتلة.
المصدر:
اليوم السابع