آخر الأخبار

غزة: الشتاء يحول وسط المدينة إلى مستنقعات

شارك
مصدر الصورة

يعيش مواطنون من وسط مدينة غزة أوضاعاً مأساوية بعدما اضطروا للإقامة قرب مكب اليرموك للنفايات، كما تلاحقهم آلاف الذخائر غير المتفجرة والتي تهدد حياتهم في كل وقت.

وأغرقت الأمطار الغزيرة خيامهم الهشّة وجعلت ظروفهم الحياتية شبه مستحيلة. فلا مأوى يحميهم من البرد، ولا مقومات أساسية تساعدهم على العيش داخل تلك الخيام التي لم تعد صالحة للسكن.

وقالت إحدى النازحات لبرنامج غزة اليوم عبر بي بي سي: "غرقنا بسبب الأمطار، وطوال الليل نحاول التخلص من المياه، ولا يوجد لدينا أي وسائل للتدفئة، ولا حتى مواقد صغيرة، ولأن الخيام مصنوعة من الخيش فإنها ابتلت بالماء والبقاء فيها مستحيل".

وقالت سيدة أخرى: "منذ ليلة أمس لم ننم ونعيش في مستنقع من المياه، وأعاني أنا وأطفالي السبعة ويعيش معنا في الخيمة أيضا والدا زوجي، وهما كبار في السن ولم يستطيعا الحركة".

وقالت أخرى لبي بي سي: "نعيش قرب مكب اليرموك وبجوار تل مرتفع، وقد تجمعت المياه في الأعلى ثم تدفقت بقوة لتجرف المكان بالكامل، وجرفت الخيام، والأن نعيش تحت الأمطار ووسط المياه".

ويقول أحد الرجال إنهم حاولوا عمل سدود لحجز المياه، لكنهم فشلوا، وأضاف قائلا "الخيام مهترئة وتسقط منها المياه على الموجودين تحتها ولا تحميهم من الأمطار، بالإضافة إلى الحيوانات والكلاب الضالة التي تهددنا أيضاً".

خطر المخلفات

مصدر الصورة

ومن جانبه حذر رئيس برنامج الأمم المتحدة للأعمال المتعلقة بالألغام في الأراضي الفلسطينية يوليوس فان دير والت، أن مخلفات الحرب والذخائر غير المنفجرة تعرقل عودة الحياة إلى طبيعتها في غزة، وأن الأطفال هم الفئة الأكثر عرضة للخطر.

وأكد فان دير والت، للصحفيين يوم الأربعاء، أن الذخائر غير المنفجرة في غزة تشكل خطراً بالغاً على المدنيين، لا سيما مع تحرك مئات الآلاف منهم عقب وقف إطلاق النار.

وذكر أن "أكثر من عامين من الهجمات الإسرائيلية المكثفة على قطاع غزة خلّفت تلوثاً واسعاً بالمواد المتفجرة، ما يؤثر سلباً في إيصال المساعدات الإنسانية، ويبطئ تعافي القطاع، ويجعل أعمال إعادة الإعمار شديدة الخطورة، إضافة إلى تهديد مباشر لحياة المدنيين".

وأوضح رئيس برنامج الأمم المتحدة للأعمال المتعلقة بالألغام في الأراضي الفلسطينية أن فرق الأمم المتحدة تواجه مخاطر المتفجرات بشكل شبه يومي في مختلف مناطق القطاع، وأن العائلات التي تتحرك داخل غزة معرضة لخطر هذه المواد.

وأكد أن الأطفال هم الفئة الأكثر عرضة للخطر، كما هو الحال في معظم مناطق النزاع حول العالم، نظراً لفضولهم ومحاولتهم لمس الذخائر غير المنفجرة دون إدراك خطورتها.

وحذر من عدم توفر بيانات دقيقة حول حجم التلوث بالمتفجرات في غزة، غير أن هناك مؤشرات قوية على انتشارها بشكل واسع في أغلب المناطق.

وأوضح المسؤول الأممي، أن دائرة الأمم المتحدة للأعمال المتعلقة بالألغام تعمل في غزة منذ أكتوبر/تشرين الأول 2023.

ومنذ بداية العمل في غزة، تمكنت الدائرة من "رصد أكثر من 650 مادة خطرة" في المناطق التي استطاعت الوصول إليها فقط، وكانت الأغلبية العظمى منها ذخائر غير منفجرة ومواد متفجرة يدوية الصنع".

وأشار المسؤول الأممي إلى أن صغر المساحة الجغرافية لقطاع غزة وارتفاع الكثافة السكانية، يؤدي لتعقيد الوضع مقارنة بمناطق نزاع أخرى مثل سوريا ولبنان.

وشدد على أنه يكاد يكون مستحيلاً تجنب مخلفات المتفجرات في مثل هذه الظروف، وأن بقايا صغيرة قد تؤدي إلى كوارث كبيرة، وأن عودة السكان إلى منازلهم أو أنقاضها تقتضي حذراً شديداً، داعياً إلى الإبلاغ الفوري عن أي جسم مشبوه أو متحرك.

بي بي سي المصدر: بي بي سي
شارك

أخبار ذات صلة



حمل تطبيق آخر خبر

إقرأ أيضا