آخر الأخبار

روسيا تربك القارة العجوز.. فرنسا ودول أخرى تتأهب لحرب محتملة.. تفاصيل

شارك

في ظل تصاعد التوترات الدولية، بدأت فرنسا ودول أوروبية كبرى في تعزيز قدراتها العسكرية، حيث تم نشر قوات إضافية على الحدود الشرقية والتحضير لسيناريوهات محتملة تشمل تصاعد النزاعات في أوروبا الشرقية ومناطق حساسة أخرى.

تحركات دبلوماسية مكثفة

تتزامن التحركات العسكرية مع جهود دبلوماسية حثيثة، تشمل اجتماعات وزراء الدفاع والخارجية لتنسيق الخطط الاستراتيجية، وضمان استجابة موحدة وسريعة لأي تهديد أمني محتمل. وتؤكد باريس وبروكسل على أن هذه الخطوات تأتي في إطار الدفاع عن السيادة الأوروبية وحماية الحلفاء.

تقديرات مخاطر الحرب المحتملة

وفق تحليلات عسكرية غربية، فإن احتمالات تصاعد النزاعات الإقليمية إلى مواجهة عسكرية تزداد في ضوء التصعيد الأخير بين القوى الكبرى، وهو ما دفع فرنسا وحلفاءها إلى إعادة تقييم الخطط الدفاعية والاحتياطية لتأمين مصالحها الحيوية.

تحذيرات الخبراء

يشير خبراء إلى أن الاستعداد المبكر والتحركات الاستباقية من شأنها أن تقلل من الأضرار المحتملة، وتوفر وقتًا كافيًا للتفاوض على حلول دبلوماسية قبل الانزلاق إلى صراع مسلح، مؤكدين أن التنسيق الأوروبي الموحد يمثل عامل ردع مهم أمام أي تهديد خارجي.

وتصاعدت التحذيرات فى أوروبا خلال الأسابيع الأخيرة مع  تصاعد التوتر العسكرى بين القارة العجوز وروسيا، حيث بدأت الحكومات الأوروبية، وفى مقدمتها فرنسا وألمانيا باتخاذ خطوات غير مسبوقة لإعداد مواطنيها لمواجهة محتملة مع موسكو.

استعدوا لخسارة الأبناء من أجل الدفاع عن الوطن

فى فرنسا  ، أثارت تصريحات قائد أركان الجيش، الجنرال فابيان ماندون، جدلا واسعا بعدما دعا المواطنين إلى احتمال خسارة أبنائهم وتحمل صعوبات اقتصادية، فى سبيل الدفاع عن الوطن، معتبرا أن ذلك جزء أساسى من قدرة فرنسا على الردع والحفاظ على هويتها الوطنية، أمام أى تهديد روسيى متوقع فى عام 2030.

وحذر الجنرال ماندون خلال مؤتمر رؤساء البلديات من أن عدم استعداد فرنسا لتحمل هذه الخسائر قد يجعل البلاد عرضة للخطر، مؤكدًا أن القوة الاقتصادية والديموغرافية والعسكرية التى تمتلكها فرنسا لا تكفى إذا غابت القدرة على التضحية من أجل الوطن. ووفقًا لتقرير صحيفة لابانجورديا الإسبانية، تهدف هذه الاستعدادات إلى تجهيز فرنسا خلال 3 إلى 4 أعوام لتكون قادرة على إظهار قوتها لروسيا وإجبارها على التخلى عن أى طموحات عدائية تجاه أوروبا.

مضاعفة عدد الجنود الاحتياطيين 80 ألف

فى إطار التحضيرات الرسمية، تعمل الحكومة الفرنسية على تعزيز قواتها المسلحة بشكل كبير. وتشمل الخطة مضاعفة عدد الجنود الاحتياطيين ليصل إلى 80 ألفًا إلى جانب 200 ألف عسكرى فى الخدمة الفعلية، إلى جانب إطلاق خدمة عسكرية تطوعية للمواطنين. ويأتى هذا ضمن دليل رسمى جديد بعنوان، الجميع مسؤولون، يهدف إلى تجهيز المواطنين لمواجهة الحروب والكوارث الطبيعية والأوبئة وأى أزمات محتملة، ويحث الدليل الفرنسيين على إعداد عدة طوارئ تكفى لثلاثة أيام، تحتوى على الماء والطعام المعلب والأدوية والراديو والمصابيح اليدوية، إلى جانب الألعاب والكتب للتسلية فى أوقات الأزمات.

تصريحات الجنرال ماندون لم تمر دون ردود فعل سياسية ساخنة. فقد اعتبر جان لوك ميلونشون، زعيم حزب فرنسا غير الخاضعة LFI، أن هذا التحذير يمثل تجاوزًا لصلاحيات الجيش وأن الاستعدادات للحرب ليست من شأن القائد العسكرى وحده، بل يجب أن تُقر عبر السلطات المدنية وموافقة البرلمان. أما سيباستيان شينو، نائب رئيس حزب التجمع الوطنى، فقد شكك فى شرعية هذه التصريحات، مؤكدًا أن أى تحذير من هذا النوع يجب أن يصدر بتوجيه مباشر من الرئيس إيمانويل ماكرون.

وزيرة الدفاع الفرنسية: رفع مستوى الوعى الوطنى

وفى نفس السياق، أشارت وزيرة الدفاع الفرنسية، كاثرين فوتريان، إلى أن الهدف من الخطوات والتحذيرات ليس "إرسال الأبناء إلى جبهات القتال"، بل رفع مستوى الوعى الوطنى وتعزيز الروح الدفاعية الجماعية، والتى تعتبر القوة المعنوية التى لا تستطيع أى دولة مقاومتها دونها. وأكدت الوزيرة أن تعزيز الإنتاج الدفاعى الوطنى ضرورة استراتيجية لمواجهة أى تهديد محتمل من روسيا، التى تعتبرها فرنسا وفق تحليلاتها أكبر تهديد أوروبى بحلول عام 2030.

ألمانيا تقدم رخص قيادة مجانية للشباب للتجنيد الطوعى

على الجانب الألمانى، اتخذت الحكومة إجراءات مواكبة لتعزيز القوات المسلحة، مع تقديم حوافز غير مسبوقة للشباب للتطوع للتجنيد، منها منح رخص القيادة مجانًا وزيادة الرواتب الشهرية للجنود الجدد، فى محاولة لتشجيع أكبر عدد من المواطنين على الانضمام إلى الجيش. وأوضح قادة الجيش الألمانى أن هذه الخطوات ضرورية فى ظل احتمال صدام عسكرى روسى مع دول الناتو خلال العقد المقبل، بما يجعل الاستعدادات الدفاعية أمرًا عاجلًا لا يمكن تأجيله.

تصعيد الخطاب العسكرى

وتشير التقارير الاستخباراتية الأوروبية إلى أن روسيا قد تشن هجومًا محتملًا على دولة عضو فى حلف الناتو خلال السنوات المقبلة، ما دفع القادة الأوروبيين إلى تصعيد الخطاب العسكرى وتعزيز الجاهزية الوطنية، كما أن التوترات الحالية تعكس تغيرًا تاريخيًا فى التفكير الأوروبى، حيث بدأت الدول تعى أن الاعتماد الكامل على الغطاء الأمريكى لم يعد كافيًا وأن التحضير الذاتى للدفاع عن الأراضى الأوروبية أصبح ضرورة استراتيجية.

تحذير من استهداف المطارات الإسبانية

وأطلق مفوض الدفاع فى الاتحاد الأوروبى، أندريوس كوبليوس، تحذيرًا خلال لقاء مع وسائل الإعلام، مشيرًا إلى أن روسيا قد تستهدف المطارات الإسبانية بالطائرات المسيرة، كما حدث سابقًا فى المطارات الدنماركية والبلجيكية، وكذلك فى إستونيا وبولندا ورومانيا، ما قد يؤثر مباشرة على قطاع السياحة.

واستند كوبليوس فى تصريحاته إلى تقارير استخباراتية من حلف الناتو، قائلًا: "أستشهد دائمًا بتقارير الاستخبارات: من ألمانيا، هولندا، الدنمارك.. جميعهم يقولون الشيء نفسه، إنه خلال عامين إلى ثلاثة أعوام، ستكون روسيا فى وضع يسمح لها بمهاجمة دولة عضو فى الناتو. يجب أن نكون مستعدين".

وأضاف: "هل يجب أن نتوقع عدوانًا عسكريًا تقليديًا خلال سنتين إلى ثلاث، حيث يدخل الجيش الروسى، الذى لديه خبرة قتالية، إلى دول مجاورة للاتحاد الأوروبى والناتو؟ أم سنشهد هجمات هجينة، مثل استخدام الطائرات المسيرة فوق المطارات؟ فى هذا السياق، وبعد مناقشتى مع نواب أوروبيين إسبان فى البرلمان الأوروبى، هناك قلق حقيقى بشأن الهجمات الهجينة فى إسبانيا، إذ يمكن لروسيا إطلاق الطائرات المسيرة بسهولة من السفن أو من السواحل، ما قد يعرقل عمل المطارات ويؤثر على قطاع السياحة. يجب أن نضع ذلك فى الحسبان".


شارك


حمل تطبيق آخر خبر

إقرأ أيضا