تحدث المنتج جابي خوري منتج فيلم المهاجر الذي عرض منذ قليل بمهرجان القاهرة السينمائي الدولي بعد 31 عام من عرضه، قائلاً :" مع استرجاع الكثير من الذكريات حول هذا العمل خاصة، لا يمكنني حساب تكاليفه بسعر السوق الان، ولا أظن أنه يوجد احتمالية لإنتاج عمل جديد بنفس تفاصيل وتكاليف هذا الفيلم خاصة".
أضاف خوري بقوله :"أن العمل الذي يسترجع تفاصيله كبيرة من الحنين، خاصة أن فيلم المهاجر واجه منذ بدايته تحديات ضخمة على مختلف المستويات، فكرة الفيلم بدأت قبل 33 عامًا، إلا أن مراحل التحضير الطويلة جعلت التجربة شاقة ومعقدة".
ثم استكمل: عملية الإنتاج مرت بمعركة حقيقية، امتدت من التحضير والتصوير وصولاً إلى مرحلة ما بعد الإنتاج، وكل خطوة كانت تحمل قدرًا كبيرًا من الصعوبة، الا أن العمل مع المخرج الكبير يوسف شاهين كان يسهل الكثير من العقبات، حيث كان شاهين يتحمل معظم الأعباء الفنية والتنظيمية.
وتابع خوري قائلاً: لم أشعر بثقل المسؤولية إلا بعد غياب يوسف شاهين، حين وجدت نفسي مضطرًا لاتخاذ قرارات منفردًا، عندها أدركت حجم الجهد الذي كان يتحمّله، فهو لم يكن مجرد مخرج؛ كان منتجًا وموزعًا ومشرفًا على كل التفاصيل الدقيقة.
وأضاف خوري حديثه قائلاً: دوري كمنتج للفيلم كان أشبه بالسير في طريق ممهد صنعه شاهين، وأن الجوهر الحقيقي للعمل الإبداعي والإنتاجي يعود إلى المخرج الراحل، الذي كان “الركيزة الأساسية التي حملت المشروع حتى خروجه إلى النور.
فى النهاية اختتم كلامه بقوله : " واجه فريق العمل تحديات كبيرة، حيث صعوبة ضبط التكاليف في سوق لا يحتمل هذه النوعية من الأفلام. وخلال جلسة تسجيل الموسيقى، كان يتم جمع كل نوع من الآلات الموسيقية على حدة، قبل أن يبدأ الأستاذ بالتسجيل، لكنه أبدى عدم رضاه عن الموسيقى، معتبراً أنها لا تعكس الإحساس الذي يريده".
وانهي خوري حديثه قائلا:" حاول مهندس الصوت اقتراح رفع مستوى صوت بعض الآلات، إلا أن شاهين رد بأن الأمر لن ينجح إلا إذا حمل الأداء الإحساس المطلوب، وشارك شاهين نفسه في قراءة النوتة الموسيقية، ما استلزم البحث عن شخص قادر على قراءة النوتة في نفس اليوم".
فيلم "المهاجر" من إخراج يوسف شاهين، وتدور أحداثه حول "رام" الذي يترك حياة البدو والترحال لينطلق في رحلة بحث عن المعرفة في مصر الفرعونية، التي كانت تعيش آنذاك صراعات ومؤامرات سياسية، وبين عالمه القديم في الصحراء وحياته الجديدة في مصر، تتشكل ملامح تجربة إنسانية فريدة مليئة بالتحديات والأسئلة.
يقدم المهرجان هذا العام مجموعة واسعة ومتنوعة من الأعمال السينمائية التي تتنافس ضمن مسابقاته الرسمية وتُعرض في برامجه الموازية، حيث تضم المسابقة الدولية 14 فيلمًا، والقسم الرسمي خارج المسابقة 15 فيلمًا، بينما تشارك 8 أفلام في مسابقة أسبوع النقاد، و9 أفلام في مسابقة آفاق السينما العربية، و24 فيلمًا في مسابقة الأفلام القصيرة. كما يشمل برنامج العروض الخاصة 18 فيلمًا، والبانوراما الدولية 18 فيلمًا، وبرنامج عروض منتصف الليل 5 أفلام، إلى جانب برنامج كلاسيكيات القاهرة الذي يعرض 12 فيلمًا، وبرنامج الأفلام المصرية المرممة الذي يضم 21 فيلمًا، وأخيرًا برنامج البانوراما المصرية خارج المسابقة بمشاركة 6 أفلام.
تأسس مهرجان القاهرة السينمائي الدولي عام 1976، ليصبح أول مهرجان سينمائي دولي يُعقد في العالم العربي وأفريقيا، والوحيد في المنطقة الحاصل على اعتماد الاتحاد الدولي لجمعيات منتجي الأفلام (FIAPF). ويُصنف في الفئة "A". ويقام سنويًا تحت رعاية وزارة الثقافة المصرية.
المصدر:
اليوم السابع