أشار المخرج التركي نوري بيلجي جيلان خلال محاضرة بعنوان "انعكاسات سينمائية: رحلة في عوالم نوري بيلجي جيلان"، قائلا:" أرى الحياة بطريقة مختلفة؛ حتى في المواقف الصعبة أجد نفسي أحيانًا مبتسمًا أو متقبلًا لما يحدث. لدي حساسيتي، لكنني لا أشعر كما يشعر الآخرون غالبًا. وبشكل عام أرى الحياة بلا معنى كبير، لذلك لا آخذ الأشياء بجدية. ومع ذلك، هذا لا يجعلني شخصًا سخيفًا، فأنا فقط ألاحظ تفاصيل الحياة بطريقة مختلفة. أحيانًا أكون على طبيعتي، وأحيانًا لا".
وأضاف المخرج التركي نوري بيلجي جيلان خلال ندوته بمهرجان القاهرة السينمائي والتي يديرها الناقد أحمد شوقي قائلا:" عند اختيار الممثلين، أشعر دائمًا بالخوف والقلق بشأن النهاية. خلال التصوير، الشك مستمر، وهذا أمر مرهق. أقرأ السيناريو مع الممثلين مرة واحدة لتجربة الحوارات وإجراء تعديلات بسيطة إذا لزم الأمر، لكن لا أحب تكرار التعديلات كثيرًا، فقد أبدأ حينها في كره الفيلم. أهم ما أطلبه منهم هو حفظ الحوارات بدقة، لأن الثقة بالممثلين أساسية بالنسبة لي".
تحدث المخرج التركي نوري بيلجي جيلان قائلا:" أعتقد أن أعمق شيء تعلمته هو أنني لا أعتبر نفسي مهمًا، ولا أعطي نفسي أي قيمة. الإنسانية مهمة بالنسبة لي بطريقة ما، على الرغم من أنني لا أعرف بالضبط ما يعنيه كل هذا، ربما هو نتيجة لغريزة الحماية التي نمتلكها جميعًا. وأحب أن ألعب مع هذه الغريزة، أن أكسرها، أن أكسر كبرياء الشخصيات، لذلك أحتاج نوعًا من الكبرياء لأتمكن من تحديه".
تقام المحاضرة في إطار فعاليات أيام القاهرة لصناعة السينما المُقامة ضمن أنشطة مهرجان القاهرة السينمائي الدولي الـ46، ويدير الجلسة الناقد السينمائي أحمد شوقي، رئيس الاتحاد الدولي للنقاد السينمائيين (فيبريسي) والاتحاد الأوروبي لنقاد السينما (EFCA).
تقدم هذه المحاضرة لقاءً استثنائيًا مع المخرج التركي العالمي نوري بيلجي جيلان ، رئيس لجنة التحكيم الدولية في الدورة الـ46، وأحد أبرز صُنّاع السينما في العالم المعاصر. يشتهر جيلان بأسلوبه الواقعي المتأني وصوره الشعرية، وقدرته الفريدة على التقاط التفاصيل الدقيقة للتجربة الإنسانية بعمق فلسفي وبصيرة فنية حساسة.
استطاعت أعماله البصرية، التي تتسم بتكوينات دقيقة ولغة سينمائية ذات بعد إنساني وتأملي، أن تحصد أبرز الجوائز في مهرجان كان السينمائي، ولا يقتصر إبداع جيلان على السينما، إذ تُعرض أعماله الفوتوغرافية في معارض دولية، وتعكس ذات الروح التأملية والعمق البصري الذي يميز أفلامه.
توفر هذه الجلسة فرصة نادرة للتعمق في فلسفته السينمائية، وفهم مقاربته للغة الصورة، وكيفية بنائه لعوالم إنسانية نابضة بالأسئلة والبحث والوعي الاجتماعي، عبر رؤيته التي تعبر الحدود والثقافات.
تأتي هذه المحاضرة ضمن سلسلة فعاليات تهدف إلى إتاحة مساحة للحوار مع صناع السينما المؤثرين عالميًا، وتعميق الوعي الفني لدى المبدعين والجمهور على حد سواء.
أُطلقت "أيام القاهرة لصناعة السينما" كمنصّة مخصصة لدعم وتطوير الصناعة السينمائية في العالم العربي وأفريقيا، من خلال توفير فرص التمويل والتدريب والتشبيك بين صُنّاع الأفلام والخبراء الدوليين. تضم الأيام عدة برامج ومحاور رئيسية أبرزها: ملتقى القاهرة السينمائي، منتدى المحترفين، وورش العمل المتخصصة. وقد أصبحت اليوم إحدى أهم الفعاليات المهنية في المنطقة، لما تقدمه من فرص حقيقية لتطوير المشاريع والمواهب الناشئة.
يُعد مهرجان القاهرة السينمائي الدولي أحد أعرق المهرجانات في العالم العربي وأفريقيا، وأحد أبرز المهرجانات الدولية المعتمدة من الاتحاد الدولي للمنتجين (FIAPF). تأسس عام 1976، ويقام سنويًا تحت رعاية وزارة الثقافة. يحرص المهرجان في كل دورة على الجمع بين البعد الفني والبعد المهني، ما يجعله منصة رئيسية للحوار بين الثقافات وتعزيز حضور السينما العربية على الساحة الدولية.
المصدر:
اليوم السابع