آخر الأخبار

رغم الدعوات الدولية.. طرفا الصراع السوداني يصرّان على الحرب

شارك
واشنطن: لا حل عسكريا للنزاع في السودان

تتجه الأوضاع في السودان نحو مزيد من التعقيد مع اشتداد المعارك في إقليم كوردفان، رغم كل الدعوات الدولية المتكررة لوقف إطلاق النار، والتحذيرات من أن الخيار العسكري لن يؤدي إلا إلى توسيع الكارثة الإنسانية.

فعلى الرغم من الجهود الأميركية والدولية، فإن الجيش السوداني وقوات الدعم السريع يصرّان كما يقول مراقبون على إبقاء النزاع مشتعلا، ورفض الهدنة المقترحة، ما يدخل البلاد في دائرة جديدة من التصعيد.

كوردفان.. قلب المواجهة

اشتدت حدة المعارك خلال الأيام الأخيرة بعد رفض الجيش السوداني الهدنة ومواصلته القتال، خاصة في محاور كوردفان، وهي المنطقة التي تعد رابطا استراتيجيا بين الخرطوم ووسط السودان ودارفور.

وتشهد مدينة بابنوسة، الواقعة غرب الإقليم، معارك ضارية باعتبارها آخر نقاط تمركز الجيش هناك، فيما تواصل قوات الدعم السريع عمليات الحشد حولها بهدف السيطرة عليها نظرا لأهميتها كممر إمداد حيوي.

الطرفان لا يريدان تهدئة

وفي حديثه لبرنامج "التاسعة" على سكاي نيوز عربية، أكد الكاتب والباحث السياسي السوداني شوقي عبد العظيم أن استمرار المعارك يعكس بوضوح إصرار الطرفين على الحل العسكري، قائلا: "من الواضح جدًا أن كل الطرفين لا يريدان تهدئة الحرب، ولا يريدان المضي نحو تفاهمات تفضي إلى اتفاق، ولو لهدنة إنسانية."

وأوضح أن المجتمع الدولي وخاصة الولايات المتحدة تسعى بقوة لفرض هدنة كان من المقرر إعلانها في هذا الشهر، إلا أن التصعيد في كوردفان بدّد الآمال.

وأضاف: "المعارك الآن تشتد أكثر مما كانت، وخاصة بعد أن حمّى كل طرف ظهره. الجيش يستند إلى الولايات الشرقية والخرطوم، بينما يعتمد الدعم السريع على الولايات الغربية والحدود مع جنوب السودان."

وأشار عبد العظيم إلى أن كوردفان باتت "المنطقة الفاصلة" بين الطرفين، وأن السيطرة عليها قد ترجّح كفة أحدهما، لكنه شدد على أن ذلك لن يعني الحسم النهائي: "الحرب في السودان هي حروب اضطراب.. لن يكون هناك حسم عسكري كامل لأي جهة، لأن كل طرف سيمنع استقرار الطرف الآخر."

لا حل عسكري

التحذير الدولي لم يتوقف. فقد جدّد مسؤولون أميركيون من بينهم المبعوث السابق دونالد بوث ومستشار الرئيس الأميركي دونالد ترامب للشؤون الإفريقية مسعد بولوس التأكيد على أن الخيار العسكري لن ينهي الأزمة.

وقال بوث في تصريح لـ"سكاي نيوز عربية": "ما يحدث في السودان كارثة… لا يوجد حل عسكري، وتاريخ السودان أثبت أنه من المستحيل أن تحسم القوات المسلحة الصراع بالقوة."

أما بولوس فأكد أن السودان يعيش أسوأ أزمة إنسانية في العالم اليوم، مضيفا: "نحن على تواصل مع كلا الطرفين، وقدمنا مقترح هدنة إنسانية… لكن لم تُطبّق. وسنواصل العمل مع الرباعية والشركاء لإيجاد مخرج."

كلفة بشرية فادحة

تشير أرقام الأمم المتحدة إلى سقوط 150 ألف قتيل سوداني منذ اندلاع الحرب قبل عامين، ومع ذلك فإن وتيرة المعارك تزداد اشتعالا، خصوصا في كوردفان، حيث تتقدم قوات الدعم السريع نحو بابنوسة، بينما يحاول الجيش الحفاظ على خطوطه الدفاعية حول مدينة الأبيض ذات الأهمية الاقتصادية والعسكرية الكبيرة.

يقول شوقي عبد العظيم إن طبيعة المعركة نفسها تنذر بمأزق طويل الأمد: "هي حروب الجيل الخامس… تستخدم فيها المسيرات والتشويش والمعلومات الاستخباراتية. السيطرة على الأرض لا تعني نهاية الحرب، لأن الطرف الآخر سيظل قادرا على إرباك المشهد."

سكاي نيوز المصدر: سكاي نيوز
شارك

أخبار ذات صلة



حمل تطبيق آخر خبر

إقرأ أيضا