انعقد اليوم في القاهرة المؤتمر العام الثاني عشر ل منظمة تضامن الشعوب الإفريقية الآسيوية ، برعاية وزير الخارجية المصري الدكتور بدر عبد العاطي، ومشاركة وفود رسمية وشعبية من أكثر من 16 دولة إفريقية وآسيوية، إلى جانب نخبة من السياسيين والدبلوماسيين والمفكرين، من بينهم الدكتور علي الدين هلال وزير الشباب الأسبق، والمستشار عدلي حسين محافظ المنوفية والقليوبية الأسبق، والرئيس اليمني الأسبق علي ناصر محمد، والكاتب والإعلامي نزار الخالد مساعد رئيس المنظمة.
وأقرّ المؤتمر بالإجماع اختيار السفير محمد العرابي، وزير الخارجية الأسبق، رئيسًا لمنظمة تضامن الشعوب الإفريقية الآسيوية، خلفًا للدكتور حلمي الحديدي الذي تقدم باستقالته لأسباب صحية. كما تم اختيار أربعة نواب للرئيس، هم:
المستشار عصام شيحة (مصر)
الكاتب طالع السعود الأطلسي (المغرب) السيد إلياس أوماخلوف (روسيا) الدكتور جاسم الحلفي (العراق) كما تم انتخاب الدكتور محمد إحسان (العراق) سكرتيرًا عامًا للمنظمة. تعزيز صوت الجنوب وإحياء روح التضامن
ومن جانبه ألقى السفير إبراهيم الخولي كلمة نيابة عن وزير الخارجية الدكتور بدر عبد العاطي، أكد فيها أن العالم يمر بمرحلة مليئة بالتحديات السياسية والاقتصادية والمناخية والتنموية، وهو ما يفرض ضرورة تعزيز التعاون بين دول الجنوب وإحياء روح التضامن التاريخي التي جمعت شعوب أفريقيا وآسيا.
وأشار الخولى إلى أهمية أن تصبح المنظمة منصة فاعلة للتنسيق بين شعوب الجنوب، داعيًا إلى إصلاح منظومة الديون العالمية وتبني مبادرات مثل مبادلة الديون بمشروعات تنموية. كما شدد على أن الإصلاح في آليات المنظمة لم يعد خيارًا بل ضرورة لتحقيق عالم أكثر عدلًا وتوازنًا.
وأكد السفير ابراهيم الخولى في كلمته أهمية احترام القانون الدولي، والاستفادة من قدرات الذكاء الاصطناعي في خدمة التنمية والبشرية، مع الدعوة إلى وقف نهب الإرث الحضاري والثقافي لشعوب الجنوب، وحماية حق الشعوب في تقرير مصيرها، وعلى رأسها الشعب الفلسطيني.
إشادة بجهود مصر في إحلال السلام في غزة
وأشاد المشاركون بجهود جمهورية مصر العربية بقيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي في إحلال السلام ووقف إطلاق النار في غزة، والتي تُوجت باتفاق شرم الشيخ، مؤكدين أن مصر تواصل دورها التاريخي في الدفاع عن قضايا الأمة ودعم الشعب الفلسطيني.
وفى ذات السياق أكد السفير محمد العرابي في كلمته أن المنظمة تمثل ركيزة من ركائز السياسة الخارجية المصرية، مشيرًا إلى أن القوة الحقيقية تكمن في إرادة الشعوب ووحدتها، وأن المنظمة تعمل باستقلالية بعيدًا عن التجاذبات السياسية، مركزة على التنمية والتعليم وتمكين الشباب والمرأة.
ميلاد جديد للمنظمة
من جانبه، أكد الكاتب عبد القادر شهيب، رئيس اللجنة المصرية للتضامن الأفروآسيوي، أن المنظمة تشهد "ميلادًا جديدًا" في ظل قيادتها الجديدة، مشيرًا إلى أن التحديات الاقتصادية الراهنة تفرض ضرورة إعادة إحياء دور المنظمة في مواجهة الحرب التجارية وتداعياتها على دول الجنوب.
وأضاف أن شح التمويل ليس هو العقبة الأساسية، بل الحاجة إلى إعادة الإيمان بضرورة التضامن الأفروآسيوي، مؤكدًا أن العالم اليوم أحوج ما يكون إلى التعاون بين شعوب أفريقيا وآسيا لمواجهة أزمات العصر.
إعلان القاهرة.. خريطة طريق جديدة
وفي ختام المؤتمر، تلا الدكتور أحمد يوسف أحمد البيان الختامي بعنوان "إعلان القاهرة"، والذي أكد على ما يلي:
1. إطلاق مرحلة جديدة من عمل المنظمة تستجيب للتحولات الجارية في النظام الدولي، بما يعزز مشاركة شعوب الجنوب في صياغة مستقبل أكثر عدلًا ومساواة.
2. الترحيب بالجهود المبذولة لإنهاء الحرب في غزة والدعوة إلى الإسراع في إعادة إعمارها، مع التحذير من أي محاولات إسرائيلية للالتفاف على اتفاقات وقف إطلاق النار.
3. الدعوة إلى إنهاء الانقسام الفلسطيني فورًا باعتباره أكبر عقبة أمام تحقيق الوحدة الوطنية واستعادة الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني.
4. التأكيد على ضرورة مواجهة التحديات العالمية مثل التغير المناخي وانتشار الأوبئة، من خلال تعاون دولي وشعبي واسع يمتد إلى دول أمريكا اللاتينية وقوى التحرر حول العالم.
5. رفض الصراعات الداخلية المسلحة التي تستنزف موارد الدول وتعيق التنمية، والدعوة إلى حلول سلمية شاملة.
وختم البيان بتوجيه التحية إلى مصر قيادةً وحكومةً وشعبًا على استضافتها لأعمال المؤتمر، وتقديرًا خاصًا لمعالي وزير الخارجية الدكتور بدر عبد العاطي على دعمه المستمر للمنظمة، مؤكدين الامتنان للرئيس عبد الفتاح السيسي على جهوده في نصرة القضية الفلسطينية ودعم الشعوب المناضلة.
واتفق الحضور على عقد المؤتمر الثالث عشر للمنظمة في العاصمة العراقية بغداد.