ثمن "حزب الوعي" ما تبذله جمهورية مصر العربية من جهودٍ دؤوبةٍ ومساعٍ حثيثةٍ لوقف الحرب على قطاع غزة، واستعادة المسار السياسي نحو سلامٍ شاملٍ وعادلٍ، وذلك في ضوء استضافة القاهرة لوفدين فلسطيني وإسرائيلي لبحث ترتيبات وقف إطلاق النار وتطبيق خطة تهدئة شاملة تضمن حماية المدنيين وتهيئة الأجواء لاستئناف المفاوضات.
وأكد الحزب أن هذه الخطوة تأتي امتدادًا طبيعيًا للدور التاريخي والثابت لمصر في نصرة القضية الفلسطينية، وتجسيدًا لمسؤوليتها الإقليمية والإنسانية تجاه أمن واستقرار المنطقة، إذ ما زالت القاهرة تمثل المظلة العربية والشرق أوسطية الأكثر اتزانًا وحكمةً في التعامل مع أزمات الشرق الأوسط، مستندةً إلى رصيدٍ طويلٍ من الخبرة السياسية، والتزامٍ راسخٍ بالمبادئ، وحرصٍ دائمٍ على دعم الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني في إقامة دولته المستقلة على حدود الرابع من يونيو 1967، وعاصمتها القدس الشرقية.
ولفت حزب الوعي إلى إيمانه بأن التحرك المصري الراهن لا يُقرأ في إطاره السياسي فحسب، بل في سياقه الإنساني والأخلاقي الأوسع، إذ تسعى مصر إلى وقف نزيف الدم، وإنقاذ الأرواح، وضمان تدفق المساعدات الإنسانية إلى القطاع، تمهيدًا لإعادة الإعمار، في وقتٍ تشهد فيه الأوضاع الميدانية واحدةً من أكثر الأزمات قسوةً منذ عقود،وهو ما يستدعي تماسكاََ و تحركًا عاجلًا ومسؤولًا لإيقاف دوامة العنف، وإعادة الاعتبار لحق الإنسان في الحياة والكرامة.
ورأى الحزب أن استضافة القاهرة لكلا الوفدين تعكس الثقة الإقليمية والدولية في نزاهة الدور المصري، وقدرته على إدارة الملفات الشائكة بروحٍ من التوازن والمسؤولية، بعيدًا عن المزايدات السياسية أو الاستقطاب الإقليمي، لتبقى مصر وكما كانت دائمًا جسرًا للتقارب، وصوتًا للعقل، وضميرًا للأمة في مواجهة التحديات التي تهدد استقرار المنطقة ومستقبل شعوبها.
واعتبر حزب الوعي أن أي مسارٍ سياسيٍ حقيقي نحو السلام يجب أن ينطلق من الإرادة الفلسطينية الحرة، وتحت مظلةٍ عربيةٍ موحدة، وبما يضمن رفع الحصار، وإعادة الإعمار، وصون وحدة الأرض والشعب الفلسطيني، ورفض أي مشروعاتٍ أو ترتيباتٍ تمس السيادة الفلسطينية أو تعيد إنتاج أزمات الماضي في صيغٍ جديدة.
كما أشاد الحزب بالتحرك المتوازن الذي تقوده القيادة المصرية، ممثلةً في سيادة رئيس الجمهورية وأجهزة الدولة المعنية، وبالجهود المستمرة في التنسيق مع الأطراف الإقليمية والدولية من أجل تحقيق تهدئةٍ مستدامةٍ تؤسس لمرحلةٍ جديدةٍ من الأمن والاستقرار في المنطقة، وتعزز من فرص التنمية والسلام الشامل والعادل.
وجدد حزب الوعي دعمه الكامل للموقف المصري الرامي إلى إعادة إحياء مسار السلام وفق المرجعيات الدولية، ومبادرة السلام العربية، وقرارات الأمم المتحدة ذات الصلة، مؤكدًا أن مصر لا تتعامل مع القضية الفلسطينية باعتبارها ملفًا سياسيًا فحسب، بل باعتبارها قضية هويةٍ وضميرٍ وأمنٍ قوميٍ عربي.
واختتم الحزب بيانه بالتأكيد على أن الطريق إلى السلام الحقيقي يبدأ من القاهرة، وأن ثقة الشعوب العربية في الدور المصري تستمد قوتها من تاريخه ومصداقيته، ومن إيمانه بأن السلام لا يُفرض بالقوة، بل يُبنى بالعدل، ولا يُكتب بالكلمات وحدها، بل بضميرٍ حيٍّ وقرارٍ شجاعٍ يضع الإنسان أولًا.