في حال واجهت مشكلة في مشاهدة الفيديو، إضغط على رابط المصدر للمشاهدة على الموقع الرسمي
في تقرير ميداني نادر من داخل حي تل الهوا بمدينة غزة ، كشفت صحيفة ديلي تلغراف البريطانية تفاصيل المواجهات الشرسة التي يخوضها الجيش الإسرائيلي ضد ما قالت إنه جيل جديد من مقاتلي حركة المقاومة الإسلامية ( حماس ).
وأفادت الصحيفة أن سمعة إسرائيل في العالم تعرضت لضرر بالغ بسبب القتل والخراب اللذين ألحقتهما بالسكان المدنيين في قطاع غزة .
وقالت في تقرير لمراسلها في القدس المحتلة هنري بودكين إن خطة الرئيس الأميركي دونالد ترامب لإنهاء الحرب في القطاع الفلسطيني المحاصر تلبي أهداف إسرائيل الحربية المتمثلة في استعادة الأسرى، ومنع حركة حماس من تهديد إسرائيل مرة أخرى.
وذكرت ديلي تلغراف أنها حصلت على موافقة نادرة لزيارة حي تل الهوا، حيث تخوض إسرائيل معارك ضد جيل جديد من المقاتلين الشباب، بينما كان العالم ينتظر لمعرفة ما إذا كانت حماس ستقبل بخطة ترامب لنزع السلاح والموافقة على اتفاق السلام الذي اقترحه.
ونقلت الصحيفة عن مسؤول رفيع -لم تفصح عن هويته- وصفه لمقاتلي حماس من الجيل الجديد بأنهم "يقاتلون بضراوة، ويعملون كمنظومة واحدة"رغم افتقارهم للخبرة والمهارات التكتيكية التي تمتع بها أسلافهم.
وأضاف المسؤول أن المقاتلين الشبان الجدد "قادرون على تحديد نقاط ضعف الجيش الإسرائيلي ويستغلونها، ويعملون كمنظومة واحدة".
يأتي ذلك في حين يعتبر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو -المطلوب للمحكمة الجنائية الدولية بتهم ارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية – المعركة في مدينة غزة التي تعد أكبر التجمعات الحضرية في القطاع، بأنها "الهجوم النهائي: للقضاء على حركة حماس"، رغم تحذيرات قادة جيشه.
وينقل مراسل الصحيفة هنري بودكين صورة ميدانية عما شاهده في حي تل الهوا جنوب غربي مدينة غزة، حيث بدت نصف الأبراج السكنية مدمرة.
الصحيفة نقلت عن مسؤول إسرائيلي رفيع -لم تفصح عن هويته- وصفه لمقاتلي حماس من الجيل الجديد بأنهم "يقاتلون بضراوة، ويعملون كمنظومة واحدة"رغم افتقارهم للخبرة والمهارات التكتيكية التي تمتع بها أسلافهم.
ومضى إلى القول إن الغرف المظلمة التي بلا نوافذ في تلك الأبراج المدمرة ما تزال توفر للجنود الإسرائيليين بضع دقائق من الراحة بعيدا عن تهديد قنّاصة حركة حماس.
في هذا المشهد تحديدا تكبّد الجيش الإسرائيلي خسائر في الأسابيع الأخيرة، إذ تمكّن قناصة حماس من التمركز داخل المباني واستهداف الجنود واحدا تلو الآخر، بينما يتولى المراقبون تنسيق الهجمات.
وكشفت الصحيفة أن قائد سرية في الفرقة 36 الإسرائيلية قُتل بصاروخ "آر بي جي" بالقرب من هذا الموقع قبل أسبوعين.
وعلى الصعيد السياسي، تفيد الصحيفة أن كثيرين يرون أن خطة ترامب للسلام غير عادلة من حيث المبدأ، إذ إنها تلبي المخاوف الإسرائيلية في حين لا تقدم سوى التزامات غامضة بشأن دولة فلسطينية مستقلة وقابلة للحياة على المدى الطويل.
وتحدث المراسل بودكين إلى مواطنين فلسطينيين لإعداد تقريره. ومن بينهم ماجد قديح، البالغ من العمر 45 عاما، وهو حاليا نازح في منطقة المواصي ، الذي صرح بأنه لا يعتقد ولا يتوقع أن توافق حماس على بعض شروط الاتفاق، وأهمها تسليم الأسلحة، التي يعتبرونها خطا أحمر.
وأرجع ذلك إلى أن الحركة تخشى أنها إذا سلّمت أسلحتها فإن الجيش الإسرائيلي "سيواصل عدوانه ضد غزة، حتى لو تم تقديم ضمانات دولية".
وقال السقا (48 عاما) -وهو من مدينة غزة ولكنه حاليا نازح في جنوب القطاع- إن خطة ترامب المقترحة "لا تخدم سكان غزة على وجه الخصوص، ولا الفلسطينيين بشكل عام".
ورغم تأييده لأي اقتراح يوقف إراقة الدماء، فإنه يرى أن سكان غزة ليس لديهم ما يخسرونه "أكثر مما فقدناه بالفعل من أرواح ومنازل وحياة".
لكنه يستدرك قائلا إنه لهذا السبب فإن "وقف الحرب اليوم، بأي ثمن، أفضل من وقفها غدا بمقابل أشد قسوة على غزة وسكانها الذين دفعوا بالفعل ثمنا باهظا بالأرواح والممتلكات".