اجتاحت موجة فيضانات عارمة عدة ولايات سودانية، حيث غمرت المياه المنازل والطرق والأراضي الزراعية، مما أدى إلى نزوح مئات الأسر وتشريدهم وسط مشاهد مأساوية لمواطنين وهم يعبرون شوارع تحولت إلى بحيرات موحلة.
وفي قلب هذه الكارثة، تجدد الجدل حول الدور الذي يلعبه سد النهضة الإثيوبي في هذه الأزمة ومدى تسببه في الفيضان الضخم.
من جهتها، دعت وزارة الري والموارد المائية السودانية المواطنين إلى اتخاذ الإجراءات اللازمة لحماية ممتلكاتهم وأرواحهم، وذلك بعد بلوغ عدد من المحطات والولايات والأنهار مستوى الفيضان.
وأكدت عبر "فيسبوك" استمرار ارتفاع مناسيب النيل خلال الأسبوع الحالي، مشيرة إلى انخفاض إيراد النيل الأزرق إلى 699 مليون متر مكعب يوميًا، وتخفيض تصريف سد الروصيرص إلى 613 مليون متر مكعب.
هل ستتأثر مصر من الفيضان؟
أكد الدكتور عباس شراقي، خبير الموارد المائية، أن مصر في مأمن تام من أي تداعيات محتملة لتصريف المياه من سد النهضة الإثيوبي، مشدداً على أن السد العالي "جاهز تماماً لاستقبال أي كمية من المياه"، وأن قدرة السد على استيعابها ومعالجة أي زيادة بالطرق المتاحة تُلغي أي مشكلة قد تواجهها مصر.
وأضاف شراقي خلال مداخلته تلفزيونية، أن مصر ليس لديها أي مشكلة في استقبال المياه، لافتاً إلى قدرة السد العالي على استيعاب الكميات الكبيرة وعدم وجود أي مخاوف على البلاد من تصريف المياه.
وأشار إلى أن المتضرر الأكبر هو السودان، موضحاً أن سد الروصيرص لم يعد قادراً على الصمود أكثر من أسبوع أمام كميات المياه الضخمة التي يتم تصريفها، الأمر الذي يهدد بانهياره.
وكشف شراقي عن عدم وجود أي تنسيق بين السودان وإثيوبيا بشأن عملية تصريف المياه، وهو ما يدفع وزارة الري السودانية لإصدار تحذيرات يومية للمواطنين.
وأوضح أن الشعب الإثيوبي لم يجنِ أي منفعة حقيقية من السد حتى الآن، حيث لم يتم تشغيل الكهرباء أو تحقيق أي مكاسب زراعية متوقعة.