إلى شبابنا في الخارج، وإلى شباب المحافظات المصرية.. إذا أردت أن ترى مصر متحفًا مفتوحًا يضم كل العصور، فما عليك إلا أن تزور محافظة سوهاج ، قلب الصعيد و"بلد المواويل"، التي تبعد عن القاهرة نحو 500 كيلومتر، وتُعد نقطة فاصلة بين القاهرة وأسوان.
هذه المحافظة ليست مجرد أرض على الخريطة، بل هي سجل حضاري ممتد منذ آلاف السنين، من عصر الفراعنة حتى العصر الإسلامي، مرورًا بالعصور اليونانية والرومانية والقبطية.
تتميز سوهاج بتنوع سياحي نادر؛ حيث تضم آثارًا فرعونية تضاهي الأقصر وأسوان، فضلًا عن آثار قبطية وإسلامية ذات قيمة كبيرة. ومن أبرز هذه المعالم ومواقعها
تقع على بُعد 60 كم من مدينة سوهاج، وهي واحدة من أهم المناطق الأثرية في مصر القديمة، إذ كانت مركزًا دينيًا للحج. تضم معبد ستي الأول، الذي يتميز بتصميمه الفريد على شكل حرف "L"، وبداخله قائمة الملوك الشهيرة التي تضم أسماء 76 ملكًا بدءًا من الملك مينا.
يقع شمال شرق الأوزوريون، ويحتوي على نقوش تصور معركة "قادش". رغم صغر حجمه مقارنة بمعبد ستي الأول، إلا أن تفاصيله المعمارية تعكس قوة الملك العسكرية.
يقع خلف معبد ستي الأول، ويعتقد أنه قبر رمزي للملك أوزوريس أو الملك ستي الأول. يتميز بكتله الحجرية الضخمة وطرازه المختلف الذي يربط بين عصور متنوعة.
من أقدم مدن مصر القديمة، اشتهرت بصناعة النسيج عبر العصور، وبها آثار تعود إلى الدولة القديمة، منها معبد مخصص للإله مين، الذي يمثل رمزية الخصوبة والقوة.
تضم معبد بطلميوس الزمار "أوليتس"، حيث تجري بعثة مصرية ألمانية أعمال ترميم ودراسة مستمرة، ما يجعلها مقصدًا مهمًا للباحثين والزوار.
الدير الأبيض (دير الأنبا شنودة): يقع على بُعد 6 كم من غرب سوهاج، ويُعد من أشهر الأديرة القبطية في مصر، بني بالحجر الجيري ويعود للقرن الخامس الميلادي.
الدير الأحمر (دير الأنبا بيشاى): يقع شمال الدير الأبيض، ويتميز برسومات جدارية ما زالت تحتفظ بألوانها الزاهية منذ مئات السنين.
الجامع العتيق (الفرشوطى): يُعد من أقدم المساجد الفاطمية في الصعيد.
مسجد العارف بالله: أحد أشهر معالم المدينة، يجمع بين الزخارف الإسلامية البديعة والمكانة الروحية الكبيرة.
المسجد الصينى بمدينة جرجا جنوب محافظة سوهاج
مسجد الأمير حسن بمدينة اخميم شرقى المحافظة
يضم نحو 3000 قطعة أثرية من مختلف العصور، ليكون بمثابة بانوراما شاملة لتاريخ المحافظة عبر العصور المتتالية.
من خلال موقع اليوم السابع نستطيع أن نقول أن سوهاج ليست مجرد محافظة صعيدية، بل هي لوحة تاريخية متكاملة تحتضن آثارًا من كل الحضارات من معابد الفراعنة العظيمة، إلى الأديرة القبطية العريقة، مرورًا بالمساجد الإسلامية والمتحف الإقليمي، كلها شواهد على أن هذه الأرض كانت ولا تزال ملتقى للثقافات والحضارات.
وعن الطريق الوصول إلى تلك المعالم الأثرية بسوهاج فأقرب الطريق عن طريق السكة الحديد بمدينة سوهاج ويمكن من خلالها التحرك إلى المناطق الاثرية الموجودة مثل اثار اخميم والشيخ حمد والاديرة الأبيض والاحمر ، اما بالنسبة للاماكن البعيدة مثل البلينا وجرجا فالطريق الأقرب فهو النزول بالمحاطات الخاصة بتلك المدن ومنها وسيلة مواصلات صغيرة للذهاب إلى تلك المعالم السياحية والأستمتاع بما فيها.