قال النائب أحمد سمير زكريا، عضو مجلس الشيوخ، إن الاعترافات المتتالية من دول غربية بدولة فلسطين تمثل نقلة نوعية في المشهد السياسي الدولي، ومؤشرًا على تبدّل موازين الرؤية الغربية تجاه العدالة التاريخية للشعب الفلسطيني ، مشيرًا إلى أن دولًا محورية مثل بريطانيا وكندا وأستراليا والبرتغال بدأت تتخذ خطوات عملية نحو الاعتراف الرسمي بالدولة الفلسطينية، في تطور نوعي غير مسبوق.
وأكد زكريا، أن بريطانيا أقدمت ولأول مرة على إدراج دولة فلسطين ضمن خرائطها الجغرافية الرسمية، وهي خطوة رمزية لكنها شديدة الدلالة، تعكس تحوّلًا في الرؤية السياسية البريطانية التي كانت لسنوات تتماهى مع الموقف الإسرائيلي، وتزامن ذلك مع تنامي الضغوط البرلمانية داخل كندا وأستراليا باتجاه الاعتراف الكامل، فضلاً عن إعلان البرتغال رسميًا اعترافها بالدولة الفلسطينية، مما يعكس حراكًا دبلوماسيًا واسع النطاق، تترجم فيه العواصم الغربية إحساسًا متزايدًا بالمسؤولية الأخلاقية والإنسانية والقانونية تجاه القضية الفلسطينية.
وأضاف عضو مجلس الشيوخ أن هذا التحول لا يمكن فصله عن الدور المحوري الذي تلعبه مصر، بقيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي، في إعادة صياغة المشهد الإقليمي والدولي لصالح الحقوق الفلسطينية، من خلال قوة القاهرة الناعمة، وشبكة علاقاتها المتزنة مع العواصم الغربية، وموقعها الجيوسياسي الذي يجعل منها مركز توازن لا غنى عنه في ملفات الشرق الأوسط. وشدد على أن التحركات المصرية الهادئة لكنها الفعالة في المحافل الدولية، والجهود المتواصلة لوقف العدوان على غزة، هي جزء أصيل من الدفع باتجاه موجة الاعترافات المتسارعة، والتي ستُحدث اختراقًا نوعيًا في مسار القضية الفلسطيني، مضيفًا أن االاعترافات الغربية فلسطين ضربة دبلوماسية ناجحة.. والقاهرة قادت الحراك الدولي بصبر وإتقان.
وتابع إن ما نشهده اليوم، ليس مجرد تغير في سياسات أو قرارات عابرة لعواصم الغرب، بل هو تصدعٌ تدريجي في جدار صمت طويل، بناه الغرب على مدار عقود فوق ركام النكبة، ودفع فيه الفلسطينيون الثمن من دمهم وتشريدهم وتاريخهم، كما أن الاعترافات التي تتوالى ليست سوى ارتداد لنبض الشارع العالمي، ولصوت الحق حين يتجاوز الضجيج الإعلامي.