أكد الكاتب الصحفي والمفكر السياسي عماد الدين أديب، أن الغارة الإسرائيلية على قطر كانت تهدف بشكل أساسي إلى إفشال عملية التفاوض، مشيرًا إلى أن المجمع السكني المستهدف يبعد فقط 32 كيلومترًا عن قاعدة العيديد الأمريكية، مما يثير تساؤلات حول عدم تدخل القوات الأمريكية لاعتراض الهجوم.
وقال أديب خلال حواره مع الإعلامي معتز عبد الفتاح في برنامج "استوديو العرب" على فضائية "المشهد": "كيف لأعلى أنظمة الرادار تطوراً في العالم ألا ترصد طائرات على بعد 32 كيلومتراً فقط؟"، موضحًا أن هذا يشير إلى موافقة ضمنية أمريكية على العملية.
وأضاف أن اجتماعاً سرياً عُقد قبل أسبوعين بحضور دونالد ترامب ووزراء خارجيته ودفاعه، وجاريد كوشنر، وستيفن ويتكوف، مؤكدًا أن الاجتماع ناقش كيفية التعامل مع القيادة السياسية لحماس، في وقت كانت فيه المفاوضات على وشك الانتهاء.
وتابع قائلاً: "حماس كانت على وشك الموافقة على كل الشروط الأمريكية، وكان الاتفاق سيحقق نجاحاً لترامب، لكنه كان سيسقط حكومة نتنياهو"، مشيرًا إلى أن إسرائيل فضلت إفشال المفاوضات عن طريق الهجوم.
وأشار أديب إلى أن الموقف العربي المساند لقطر لم يكن مجرد تعبير عن تضامن عاطفي، موضحًا أن قطر تمتلك قوة اقتصادية وسياسية كبيرة، حيث يبلغ صندوقها السيادي ما يقارب 350 مليار دولار، وتعد الدولة الخامسة في احتياطي النفط والثالثة في احتياطي الغاز عالميًا.
وأكد أن قطر ابتكرت نموذجًا فريدًا في الوساطة الدولية، قائلاً: "قطر تمسك العصا من كل الاتجاهات في نفس الوقت، فهي على علاقة ممتازة بإسرائيل وإيران معاً، وشريكة لإيران في أكبر حقل للغاز بنسبة 17%".
وأكد المفكر السياسي عماد الدين أديب، على أن العملية الإسرائيلية كانت مدروسة بعناية وبموافقة ضمنية من أطراف دولية، بهدف إفشال المفاوضات التي كانت على وشك إنجاز اتفاق تاريخي ينهي الحرب في غزة.