آخر الأخبار

700 يوم على إبادة غزة.. فلسطين مؤنثة والبطولة أنثى.. وحوش تفترس النساء

شارك

- عدوان على الأرحام والرحمة والقابضات على جَمر النضال والمعاناة.. المرأة الفلسطينية تدفع فاتورة الحرب على غزة وتحرس القضية والحقوق العادلة

على مدار 22 شهرا واجهت المرأة الفلسطينية ظروفا قاسية، ففى حرب الإبادة - التى تقودها اسرائيل ضد مدنيين عزل - فقدت الزوج والأب والابن، وتحولت إلى معيلة لأطفال يتامى أو مرضى أو معاقين. واجهت مجاعة ضارية فآثرت على نفسها كسرة الخبز لتهب الحياة لمن حولها، وخرجت وحيدة فى دروب محطمة تبحث عن حفنة دقيق أو شربة ماء تنقذ بها نفسها ومن معها من موت محقق.

28 ألف امرأة شهيدة «امرأتان تُقتلان كل ساعة فى غزة – هيئة الأمم المتحدة للمرأة»

690 ألف امرأة وفتاة لا يحصلن على مستلزمات الدورة الشهرية

50 ألف امرأة حامل فى غزة بدون رعاية صحية

180 ولادة يوميًا فى ظروف غير إنسانية

17 ألف أم ثكلى

15 ألف أرملة

162 ألف امرأة مصابة بأمراض معدية

2000 امرأة وفتاة أصبن بإعاقات دائمة

حين وجّه الرئيس الراحل أنور السادات كلماته إلى الأم الثكلى والزوجة المترملة اللواتى فقدن رجالهن فى الحروب، لم يكن يتخيّل أن يأتى يوم تتحول فيه المرأة الفلسطينية إلى الجندى الذى يقف على خط الدفاع الأول، ففى حرب شرسة يقودها جيش الاحتلال النازى ضد شعب أعزل، لم تعد المواجهة فى ساحات المعارك، ولا ضد الجيوش بمدافعها ودباباتها، بل مع نساءٍ عُزّل يتقدمن الصفوف وحدهن، يحملن عبء الصمود وحكاية الأرض التى تأبى أن تُقتلع من جذورها.

على مدار ما يقرب من عامين، تحمّلت المرأة الفلسطينية ما يفوق طاقة البشر؛ فقدت الزوج والأب والأخ، وتحولت إلى معيلة لأطفال يتامى أو مرضى أو معاقين، واجهت مجاعة ضارية فآثرت على نفسها كسرة الخبز لتهب الحياة لمن حولها، وخرجت وحيدة فى دروب محطمة تبحث عن حفنة دقيق أو شربة ماء تنقذ بها نفسها ومن معها من موت محقق.
28 شهيدة خلال 22 شهرا من حرب الابادة:

«أيقونة فلسطين» كما يصفها كثيرون، تواجه تحديات جسيمة، ووفقاً للجهاز المركزى للإحصاء الفلسطينى وهيئة الأمم المتحدة للمرأة، شكّلت النساء والأطفال 70% من ضحايا العدوان، فمنذ 22 شهراً، حوّل الاحتلال غزة إلى مقبرة جماعية، دمّر 85% من بنيتها التحتية، وأوقع أكثر من 61 ألف شهيد، بينهم نحو 28 ألف امرأة. وتُقتل امرأتان كل ساعة فى غزة، فيما شُرّد مليون امرأة وفتاة.

أما الجرحى، فبلغ عددهم أكثر من 111 ألفاً، 69% منهم نساء وأطفال. كما أن 70% من المفقودين –أى ما يقارب 14 ألف شخص– من النساء والأطفال.

ووفقا لهيئة الأمم المتحدة للمرأة، خلف العدوان أكثر من 15 ألف أرملة تُركن فى مواجهة واقعاً مأساوياً بعد فقدان أزواجهن ليصبحن المعيلات الوحيدات لأسر حرمت من عائلها الأساسى، وتقوم بتربية أطفال بين أنقاض المنازل، فى ظل شحّ الموارد الذى يفاقمه الحصار.

و17 ألف أم ثكلى، و162 ألف امرأة أصيبت بأمراض معدية، وتعرضت ألفا امرأة وفتاة لإعاقات دائمة جراء بتر أطرافهن.

50 ألف امرأة حامل تواجه ولادات بدون رعاية صحية:
فى حين تبقى الأزمة الأكبر فى قطاع الصحة الإنجابية، ونحو 50 ألف امرأة حامل فى غزة وجدن أنفسهن فى ظروف مزرية، ووفقا للتقارير الأممية تُجبر أكثر من 180 امرأة يومياً على الولادة فى بيئات غير آمنة ودون رعاية طبية أو جراحية، حيث تواجه النساء الحوامل الولادة دون تخدير أو احتياطات صحية .

ويولد فى غزة 160 طفلاً يومياً يفتقرون للحليب والرعاية، ويحتاج 15% منهم لتدخل طبى عاجل قد لا يتوفر، ما يؤدى إلى وفيات بين الأمهات والأجنة معاً.

كما تواجه 690 ألف امرأة وفتاة صعوبات فى الحصول على مستلزمات «الدورة الشهرية»، فى ظل حصار خانق يفاقم المعاناة اليومية، وفقا لصندوق الأمم المتحدة للسكان.

وحذرت المقررة الأممية الخاصة ريم السالم من أن الاعتداء الإسرائيلى على الحقوق الإنجابية للنساء الفلسطينيات يصل إلى حد «العنف الإنجابى»، بما يشكل انتهاكا لحق الحياة وفق المواثيق الدولية، ويُصنف كعمل من أعمال الإبادة الجماعية.

الأمم المتحدة ترصد تحرش وعنف جسدى ضد فتيات غزة:
ولم تتوقف جرائم الاحتلال عند القتل والحصار، بل امتدت إلى العنف الجنسى، فقد وثّقت لجنة التحقيق الدولية المستقلة التابعة للأمم المتحدة «انتهاكات واسعة» شملت التعرية القسرية والتحرش والتهديد بالاغتصاب والاعتداء الجنسى، أبرزها ما جرى فى مستشفى كمال عدوان بعد اقتحامه من قبل قوات الاحتلال.


وتعتبر ممارسات اسرائيل بحق النساء الفلسطينيات انتهاك لحق الإنسان فى الحياة بموجب المادة 6 من العهد الدولى الخاص بالحقوق المدنية والسياسية، وباعتباره عمل إبادة جماعية بموجب المادة 2 من اتفاقية منع الإبادة الجماعية، وعدة مواد من اتفاقية القضاء على جميع أشكال التمييز ضد المرأة والمادة 6 من نظام روما الأساسى للمحكمة الجنائية الدولية.

وفى قلب كل ذلك، تظل المرأة الفلسطينية عنواناً للصمود، تتحمل الألم والخسارة، لكنها تواصل الدفاع عن الحياة والأرض فى مواجهة آلة حرب لا تعرف الرحمة.


شارك


حمل تطبيق آخر خبر

إقرأ أيضا