أسدل الستار نهائيًا على القضية الأكثر إثارة للجدل في السنوات الأخيرة، قضية مقتل الإعلامية شيماء جمال ، بعد تنفيذ حكم الإعدام فجر الثلاثاء بحق زوجها المستشار أيمن حجاج وشريكه حسين الغرابلي داخل سجن الاستئناف، وذلك بعد استنفاد درجات التقاضي كافة وتصديق المفتي ورئاسة الجمهورية على الحكم.
أكد المحامي عمر هريدي، دفاع المتهم الأول أيمن حجاج، في تصريحات خاصة لـ”اليوم السابع”، أنّ الحكم تم تنفيذه وفقًا للإجراءات القانونية الكاملة، موضحًا أن “ما جرى يمثل تطبيقًا صارمًا للقانون بغض النظر عن وضع أو منصب المتهم”.
المتهم
وفي مشهد إنساني مؤثر، أعلنت والدة الإعلامية الراحلة إقامة عزاء ابنتها يوم الثلاثاء المقبل بمسجد التوحيد والنور بإمبابة، وسط دموع وزغاريد اعتبرتها بمثابة إعلان للقصاص العادل بعد سنوات من الانتظار.
بدأت فصول القضية في يونيو 2022، حين أبلغ زوجها أيمن حجاج عن اختفائها، زاعمًا أنها خرجت لتصفيف شعرها ولم تعد. غير أن الشكوك تكاثرت سريعًا، إلى أن قدّم شريكه في الجريمة بلاغًا للشرطة، وأرشد عن مكان دفن الجثة داخل مزرعة نائية بمنطقة البدرشين.
وفي 28 يونيو 2022، اكتشفت قوات الأمن جثمان الإعلامية داخل حفرة بالمزرعة، لتبدأ مرحلة جديدة من التحقيقات التي كشفت تفاصيل صادمة.
محاكمة المتهمان في قضية شيماء جمال
أظهرت التحقيقات أن المتهم أيمن حجاج خطط للجريمة بعد خلافات حادة مع زوجته التي هددته بفضح أسرار قد تضر بسمعته، فاستدرجها إلى المزرعة بحجة المصالحة.
وهناك انهال عليها بالضرب بمقبض سلاح ناري حتى فقدت وعيها، ثم خنقها حتى الموت بمساعدة سائقه حسين الغرابلي. ودفناها داخل حفرة أُعدت مسبقًا، مستخدمَين أدوات حفر ومواد حارقة لتشويه الجثة.
وخلال جلسات المحاكمة، أكدت النيابة أن “كلمة السر” في بدء تنفيذ الجريمة كانت جملة المتهم الأول لشريكه: “اعمل لنا شاي يا حسين”، إشارة للانقضاض على الضحية.
جلسة محاكمة المتهمان بقتل شيماء
الطفلة جنى، ابنة شيماء جمال البالغة من العمر 11 عامًا، قالت في التحقيقات إنها سمعت مشادة كلامية حادة بين والدتها وزوجها، حيث هددته الأم بإعلان زواجهما رسميًا عبر “فيسبوك” إذا لم يبادر هو بذلك.
في المقابل، حاول الزوج الدفاع عن نفسه بالادعاء أن القتل وقع نتيجة “انفعال لحظي”، لكن التحقيقات كشفت تناقض أقواله، وتبيّن أن المزرعة التي وقعت فيها الجريمة لم تكن مملوكة له كما زعم بل مستأجرة، وأن الجريمة كانت مُخططًا لها مسبقًا.
هيئة المحكمة في قضية شيماء جمال
في 7 يوليو 2022، أحال النائب العام المتهمين إلى محكمة الجنايات. وفي جلسة 16 أغسطس، قررت المحكمة إحالة أوراقهما إلى المفتي، قبل أن تصدر حكمها النهائي في 11 سبتمبر 2022 بالإعدام شنقًا.
وفي يوليو 2024، رفضت محكمة النقض الطعن المقدم من المتهمين، وأيدت الحكم النهائي بإعدامهما.
الحكم على المتهم بالإعدام
وبتنفيذ حكم الإعدام بحق أيمن حجاج وشريكه حسين الغرابلي، طويت صفحة واحدة من أبشع الجرائم التي هزّت الرأي العام المصري، لتبقى قصة الإعلامية شيماء جمال شاهدًا على أن العدالة لا تسقط بالتقادم، وأن القصاص قد يأتي متأخرًا لكنه حتمي.