في زمن الشهرة السريعة، لا تحتاج الفتاة سوى لهاتف وكاميرا وخطوات مثيرة للجدل، لكن ما حدث مع التيك توك " علياء قمرون "، التي حظيت بآلاف المتابعين، كان أبعد من مجرد تجربة رقمية، بل أصبح ملفًا قضائيًا يحمل تهمًا تتعلق بـ"الفيديوهات الخادشة وغسل الأموال".
لم تولد علياء وفي فمها ملعقة من ذهب، في أحد أحياء القاهرة، بدأت رحلتها كبائعة مناديل في الإشارات، تحاول مساعدة أسرتها على كفاف العيش، ومع الوقت صارت تحلم بمستوى حياة أعلى، وهاتف ذكي يُمكّنها من الدخول إلى عالم المشاهير.
يقول والدها في تصريحات صحفية، "علياء كانت بتحلم تعيش أحسن… أول فلوس جمعتها اشترت بيها آيفون، شافته وسيلتها الوحيدة للهروب من واقعها".
دخلت علياء عالم " التيك توك " وبدأت في نشر مقاطع مصورة، سرعان ما اجتذبت المتابعين، لكنها لم تلتزم بالحدود الأخلاقية، بحسب وصف الأجهزة الأمنية، حيث تم رصد فيديوهات تحمل "إيحاءات خادشة للحياء" ومحتوى وصف بأنه "غير لائق".
وعقب ضبطها، قررت نيابة الشؤون الاقتصادية وغسل الأموال حبسها 4 أيام على ذمة التحقيق، قبل أن يتم تجديد الحبس لـ15 يومًا من قِبل قاضي المعارضات بمحكمة الجنح المختصة.
المتهمة خلال التحقيقات قالت "ماكنتش أقصد أعمل حاجة خادشة… كنت بحاول أجهز نفسي بمصدر دخل من التيك توك، وماعرفتش إن الفيديوهات دي هتوصلني لكده."
ومن جانبه، قال محاميها مؤمن عز الدين، "موكلتي لم تكن تعلم أن ما تنشره يمكن أن يصنف كمحتوى غير أخلاقي، كل ما كانت تطمح له هو تحسين حياتها الاقتصادية."
الملف لم يتوقف عند الفيديوهات، إذ بدأت التحقيقات تأخذ منحى أكثر خطورة، بعد الاشتباه في أن بعض الأموال التي جمعتها علياء من التيك توك قد تدخل في شبهة غسل الأموال، بحسب ما أشار إليه والدها، ما يهدد بتوسيع نطاق التهم.
قصة علياء قمرون تلخص واقعًا أكثر قسوة من مجرد مقاطع مصورة، هي حكاية فتاة أرادت أن تهرب من الفقر، فاستخدمت السوشيال ميديا، لكن الطريق الذي سلكته كان يحمل في طياته خطرًا أكبر من الفقر نفسه.