في حال واجهت مشكلة في مشاهدة الفيديو، إضغط على رابط المصدر للمشاهدة على الموقع الرسمي
وقال الهلالي خلال حلقة من برنامج "أسئلة حرجة" الذي يقدمه الكاتب مجدي الجلاد، رئيس تحرير "مجموعة أونا الإعلامية" (التي تضم مواقع مصراوي، يلا كورة، والكونستلو، وشيفت) والمُذاعة على منصات السوشيال ميديا عبر موقع "مصراوي": "التنمر الديني هو أن يراك أحدهم - مثلاً - فيصيح في وجهك: 'حالِق لِحيتك ليه؟ حلق اللحية حرام، ده إجماع آراء الفقهاء'، ثم يذكر لك رأي الشافعي ورأي المالكي وهكذا، لكنه يخفي عليك رأيًا آخر، مثل قول الشيخين من الشافعية: الإمام أبي محمد الجويني وأبي إسحاق الإسفرايني، والإمام القاضي عياض من المالكية، ورواية عن الإمام أحمد، وكلهم قالوا إن حلق اللحية ليس حرامًا، وإنما يرجع إلى العادة والعرف، وبعضهم رأى أن نرجع الأمر إلى السنة، وبعضهم رأى أنها واجبة، فأصبح لديك ثلاثة آراء."
وتابع الهلالي: "عندما يكون الأمر هكذا ويكون اختلافهم رحمة، فكل من يتهم الآخر باتباع رأي شاذ من هذه الآراء، أو يتهمه بأنه استسهل وأخذ الرأي الذي يوافق العادة والعرف، أو أخذ رأيًا ضعيفًا، أو أخذ رأيًا لا يوافق هواه فهذا هو التنمر الديني والفقهي."
وحول حجاب المرأة وعلاقته بالتنمر الديني، قال الهلالي: "علينا أن نقول للمرأة ما جاء في القرآن من آيات حول الحجاب، ولها أن تختار، لأننا هل يمكن أن نكون أحرص على مسألة الحجاب من الله عز وجل؟"
وأضاف الهلالي: "قال الله عز وجل في مسألة الحجاب: ﴿يَا بَنِي آدَمَ قَدْ أَنْزَلْنَا عَلَيْكُمْ لِبَاسًا يُوَارِي سَوْآتِكُمْ وَرِيشًا وَلِبَاسُ التَّقْوَى ذَٰلِكَ خَيْرٌ﴾، هل حدد الشارع الكريم مكان السوءة أو مكان اللباس، أم تركها لأمر المتلقي؟ عندما يُكرمك الله ويخاطبك بكلام مُجمل، فهو يخاطب الناس بكلام مُجمل. وفي الآية الأخرى: ﴿قُلْ لِلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا﴾، وهو كلام مُجمل أيضًا. فـ'إلا ما ظهر منها' - هل هو العرف أم الحاجة أم الضرورة؟ التفسير هنا يرجع إلى كلام الله وليس إلى كلام المفسرين."
وأكمل: "أما الآية التي تقول ﴿وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَىٰ جُيُوبِهِنَّ﴾، فـ'الخمار' في اللغة العربية هو الغطاء، واسأل أي متخصص في اللغة العربية لن يقول لك إنه غطاء الرأس فقط، وأما 'الجيوب'، فهو كل ما يثنّى مثل الصدر وتحت الإبط وهكذا، ودور المفسرين هنا أن يذكروا ما قاله الله سبحانه وتعالى في كتابه العزيز، وأن يتركوا الاجتهاد لكل حالة بحالتها، للناس أنفسهم؛ لأن الزي يتفاوت باختلاف الزمن وليس ثابتًا، وهذه مسائل عرفية وليست مسائل دينية."
وحل الدكتور سعد الدين الهلالي ضيفا على الحلقة الثانية من بودكاست "أسئلة حرجة" الذي يقدمه الكاتب مجدي الجلاد، وتحدث حول عدد من القضايا الفقهية الشائكة مثل التنمر الديني والفقهي وحكم الحجاب وحلق اللحية ورأيه في تنبؤات ليلى عبداللطيف وغيرها من القضايا.