كتب - محمود مصطفى أبوطالب:
أكد الدكتور يوسف عامر رئيس لجنة الشئون الدينية والأوقاف بمجلس الشيوخ، النائب الأسبق لرئيس جامعة الأزهر، أنَّ المسلمَ مأمورٌ بالحفاظِ على المواردِ حتى لو كانَ يَستعملُها في أمرٍ واجبٍ أو مندوبٍ.
وأضاف خلال ترؤسه جلسة "الأدب وعلاقته بالتنمية المستدامة"، في فاعليات المؤتمر الدولي الـ 14 لكلية الآداب بجامعة عين شمس " العلوم الإنسانية والاجتماعية ودورها في تحقيق أهداف التنمية المستدامة"، الاثنين، أنَّ الحفاظَ على المواردِ ينبغي أنْ يحققَهُ الإنسانُ حتى وإن كانتْ هذه المواردُ وفيرةً وكثيرةً، فها هو سيدُنا رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يقول: «وإنْ كنتَ على نهرٍ جارٍ».
وأشار رئيس اللجنة الدينية بمجلس الشيوخ، إلى أن الحفاظ على الموارد هو لُبُّ التنميةِ المستدامةِ، التي يُمكنُنا أنْ نقول: إنها تلبيةُ احتياجاتِ الحاضر، دونَ الجَوْرِ على نصيبِ الأجيالِ القادمةِ، مشددا على أن الإنسانَ مأمورٌ بها منذُ أن جعلَهُ اللهُ تعالى خليفةً في الأرض؛ لأنَّ الخليفةَ مأمورٌ بالحفاظِ على ما استُخلفَ فيه حتى ينتهيَ دَورُه في الخلافةِ فيَتسلّمَه منه مَنْ بَعدَه.
ونوه عامر إلى أنه حينما مرَّ سيدُنا رسولُ اللهِ صلى اللهُ عليه وسلم على أحد الصحابة وهو يتوضأُ، كان يحاولُ الإمعانَ في وضوئِه، إذِ الوضوءُ عبادةٌ ينبغي أن يؤديَها الإنسانُ بإتقان، ولكنّ محاولةَ الإتقانِ جعلتْ سيدَنا سعدًا يُسرفُ في استعمالِ الماءِ.. فقال له سيدنا رسولُ الله صلى اللهُ عليه وسلم: «مَا هذَا السَّرَفُ [الإسراف] يا سعدُ؟!». قال [سعدٌ]: أَفِي الوضوءِ سَرَفٌ؟ قال: «نَعَم، وإنْ كنْتَ على نهرٍ جَارٍ»، وهذا الموقفٌ لخَّصَ أبعادًا اجتماعيةً ودينيةً في كلماتٍ قليلة وصار له أثر في غرس هذه المعاني والأبعاد في النفوس.
وأوضح رئيس اللجنة الدينية بمجلس الشيوخ، إلى أن دَورُ الأدب غرس المعني والأبعاد في النفوس، فلا شكَّ أنَّ للأدبِ دورًا في تشكيلِ الوعي وترسيخِ القِيَمِ والهُويّةِ وكلُّ الأعمالِ الأدبيةِ التي تنظرُ إلى النشءِ القادمِ وإلى واجبِنا تُجاهَ مُستقبلِة هي أعمالٌ تُساهمُ في التنميةِ المستدامة، والأعمالُ الأدبيةُ التي تَعملُ على إصلاحِ المجتمعِ والحفاظِ على الجانبِ الأخلاقي لها دَورٌ أيضًا في التنميةِ المستدامة.
ولفت عامر إلى أن هناك موقفٌا آخر يُبيّنُ هذا الأمرَ تقصُّه علينا أم المؤمنين السيدةُ عائشةُ رضي الله عنها وأرضاها حين تقول: دخلَ عليَّ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم فرأَى كِسرةً مُلقاةً [أي: كِسرة خُبز] فمَسَحَها، فقالَ: «يا عائشةُ.. أَحسِني جِوارَ نِعَمِ اللهِ عزَّ وجلَّ؛ فإنَّها ما نَفَرَتْ عَن أهْلِ بيتٍ فكادَتْ أنْ تَرجِعَ إليْهِم»، مشيرا إلى أن سرد الصحابةِ الكِرامُ للموقفِ الذي من أجلِه قِيلَ الحديثُ، يُبينُ لنا أنَّ للقصةِ أثرًا في غَرسِ المعاني في النفوس، وهذا هو دورُ الأدبِ الذي كانَ وينبغي أنْ يكون.
اقرأ أيضًا:
الحكومة تعلن موعد إصدار تعديلات قانون الإيجار القديم
الرئيس السيسي يوجه بتعزيز قدرات قناة السويس وتوطين الصناعات البحرية
نتمسك بامتداد العقد.. نص مذكرة المستأجرين بشأن تعديلات الإيجار القديم
الحكومة: تحويل السيارات للغاز الطبيعي يوفر 2270 جنيها شهريا