القاهرة - أ ش أ:
قال الرئيس عبدالفتاح السيسي، إن التأثير الحقيقي للكلمة والموعظة لا يكتمل إلا إذا صاحبه عمل وسلوك يُجسد ما يُقال على أرض الواقع.
وتطرق الرئيس السيسي في كلمة ارتجالية خلال مشاركته في حفل تخرج الدورة الثانية لتأهيل أئمة وزارة الأوقاف من الأكاديمية العسكرية المصرية، وذلك بمركز المنارة للمؤتمرات الدولية، إلى نموذج ملهم في التاريخ الإسلامي، وهو الإمام جلال الدين السيوطي الذي تمكن وهو في عمر الـ 62 عامًا، من تأليف 1164 مؤلفًا، في زمن لم تكن فيه أدوات الطباعة والنشر متاحة كما هي اليوم، متسائلًا: "كيف استطاع أن يُنجز كل هذا خلال عمره؟".
وأوضح الرئيس أن المغزى لا يكمن في الرقم ذاته، بل في الإخلاص والنية الصافية التي منّ الله بها على هذا العالم، والتي مكنته من تحقيق هذا الإنجاز الهائل، مضيفًا: "نتحدث عنه اليوم بعد مرور أكثر من 500 عام، وهذا دليل على الأثر العميق الذي يمكن أن يتركه الإنسان إذا أخلص".
وقال الرئيس السيسي: "العلوم والمعارف اليوم تتسع بشكل غير مسبوق، وأن الدور المستقبلي في عملية التجديد يمكن أن تقوم به مؤسسة كاملة".
وتابع: "نقف على المنابر كثيرا، ونستمع كثيرا، لكن هل يمتد التأثير فعلاً؟ .. الحقيقة إن لم يصاحب الكلام عمل يُجسد هذه القيم، فلن يكون التأثير كافيًا.. الموعظة تنتهي بانتهاء الخطبة، مهما كان تأثيرها، خاصة في زمن لم تعد فيه الذاكرة كما كانت في الماضي، حيث كان القدماء يستطيعون حفظ آلاف الأبيات من الشعر".
وأشار الرئيس إلى أن الخطبة تُقال في المسجد، ويستمع إليها الناس، ولكن تبقى النتيجة غير ملموسة ما لم يروا أمامهم مثالاً حقيقياً يُجسد هذه القيم".
وأضاف الرئيس السيسي أن التعامل مع الناس يجب أن يكون برحمة وعقلانية، قائلاً: "إذا لم نستطع تقديم إجابات رقيقة، رحيمة، وموضوعية لأي مسألة، فلن ننجح في التأثير الحقيقي".