في مثل هذا اليوم، وقبل 60 عاماً نجحت السلطات السورية فى القبض على الجاسوس الإسرائيلي إيلي كوهين، والذي دخل المجتمع السوري باسم كامل أمين ثابت، بعد إقامة قصيرة في الأرجنتين تعرف خلاها على عدد من المسئولين السوريين من بينهم أمين الحافظ قبل أن يتولى الأخير رئاسة سوريا، لينتقل بعد ذلك إيلي كوهين باسم كامل أمين إلى سوريا، ويتسلل إلى دوائر صنع القرار فى دمشق، ويقدم معلومات حساسة غيرت مسارات الصراع مع دولة الاحتلال.
كامل أمين ثابت، أو إيلي كوهين الذي اعدم وهو مغطي بلافتة مدون عليها قرار المحكمة معنوناً بـ"باسم الشعب العربى في سوريا"، والذي تحل اليوم 24 يناير ذكري سقوطه فى قبضة السلطات السورية بعد معلومات قدمها رأفت الهجان، كان مسار جدلاً واسعاً خلال الأسابيع القليلة الماضية، حيث تأمل إسرائيل في استعادة رفاته بعد سقوط نظام الرئيس بشار الأسد وتولي أحمد الشرع إدارة المرحلة الانتقالية.
النوايا الإسرائيلية كشفتها صحيفة تايمز أوف إسرائيل، إن تل أبيب تسعي بالفعل إلى استغلال الأوضاع الراهنة في سوريا للبحث عن مكان دفن جاسوسها إيلي كوهين وجنودها المفقودين.
وتم تنفيذ حكم الإعدام بحق إيلي كوهين، وجري إعدامه شنقاً بتهمة التجسس، ومنذ ذلك الحين وعلي مدار 60 عاما رفضت الحكومات السورية المتعاقبة الطلبات الإسرائيلية لاستعادة رفاته، ولا تزال تل أبيب تسعى جاهدة للعثور على الرفات.
بدورها، كشفت صحيفة يديعوت أحرونوت أن سلطات الاحتلال أجرت اتصالات مع مسئولين سوريين وأطراف إقليمية لتحديد مكان دفن إيلي كوهين، مستغلة الفوضى والاضطرابات في سوريا، ورغم المحاولات الحثيثة على مر السنوات، بما في ذلك اتصالات مع روسيا دون جدوى.
وإيلي كوهين من مواليد الإسكندرية يوم 26 ديسمبر من العام 1924 لأسرة هاجرت إلى مصر من مدينة حلب السورية. وانضم عام 1944 إلى منظمة الشباب اليهودي الصهيوني وبدأ مناصرا للسياسة الصهيونية تجاه البلاد العربية.
وبدأ كوهين رحلته مع الموساد حيث تم تجنيده وتدريبه على إتقان اللهجة السورية ثم أرسله إلى الأرجنتين لتقديم نفسه للجالية السورية هناك كرجل أعمال ثري ومهاجر شغوف بالعودة إلى وطنه الأم.
وفي عام 1962 وصل كوهين إلى دمشق مستخدما اسما مستعارا وهو كامل أمين ثابت ونجح في اختراق النظام السوري وسرعان ما تدفقت المعلومات المهمة إلى الموساد كانت أبرزها تلك المتعلقة بالخطط الدفاعية السورية في مرتفعات الجولان، وأثرت هذه المعلومات بشكل كبير على مجريات حرب 1967، حيث نجح كوهين في اختراق أعلى مستويات القيادة السياسية السورية في السنوات التي سبقت حرب الأيام الستة عام 1967، ما دعم تفوق إسرائيل في تلك الحرب، وفقا لتايمز أوف إسرائيل.