يناقش مجلس الشيوخ خلال جلسته العامة، غدا الأحد، برئاسة المستشار عبدالوهاب عبدالرازق، طلب مناقشة عامة مقدم من النائبة راجية الفقي، عضو تنسيقية شباب الأحزاب وأكثر من عشرين عضوا من الأعضاء و موجه لوزير السياحة والآثار؛ لاستيضاح سياسة الحكومة، بشأن السياسات والضوابط العلمية والقواعد الفنية والإدارية والدولية التي تتبعها وزارة السياحة والآثار في عمليات ترميم الآثار في مصر .
وقالت النائبة في طلب المناقشة، إن عملية الحفاظ على التراث بصفة عامة تعتبر في غاية الأهمية ذلك لأن التراث يمثل ذاكرة الأمة وهويتها، وتتعرض المباني التراثية إلي عدة عوامل خارجية تؤثر عليها وتؤدي إلي تلف وتدهور حالتها ومن هذه العوامل عوامل طبيعية وعوامل بيئية محيطة وعوامل بيولوجية وعوامل بشرية التي لها تأثيرات سلبية على هياكل الأبنية الأثرية والمعالم التاريخية القديمة خاصة تلك التي تقع داخل المدن.
وأشارت إلى أن هناك إشكاليات تواجه عمليات الترميم والصيانة أدت إلي تدهور الأثر أو المبنى التراثي قبل وأثناء عملية الترميم، حيث تنوعت تلك الإشكاليات ما بين إشكاليات إدارية وأخرى فنية الأمر الذي يحتم استيضاح ومراجعة الضوابط واللوائح القانونية المنظمة لإدارة أعمال الترسيم، والقواعد الفنية التي تضمن الحفاظ على المبنى الأثري وعدم تغيير معالمه بما يضمن بقاء هويته المعمارية التي كان عليها .
وأضافت أنه رغم كون مصر واحدة من أكثر دول العالم امتلاكا للقطع والتماثيل إلا أنه لا تكاد تمر فترة دون توجيه الاتهامات والانتقادات لمرممين الآثار المصرية بسبب حجم الأخطاء التي تُرتكب والطرق البدائية غير العلمية التي يتم اتباعها في الترميم وإصلاح المشكلات الموجودة في المعابد والتماثيل. من حيث استخدام الأسمنت والطوب الأحمر والجير في ترميم المعابد وكذلك إهمال عدد من الآثار وسوء استخدامها .
وتابعت قائلة، إن مصر تضم سبعة مواقع مصنفة ضمن مواقع التراث العالمي التي تديرها منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة (يونسكو)، وهي منطقة أبو مينا الأثرية بالإسكندرية، ومنطقة القاهرة التاريخية ومنطقة آثار منف التي تضم الأهرامات، ومدينة طيبة القديمة، ومدينة النوبة ومعابدها ودير سانت كاترين، إضافة إلى موقع وحيد مصنف ضمن مواقع التراث الطبيعي وهو وادي الحيتان بمحافظة الفيوم .
ونوهت بأن منظمة اليونسكو قد هددت في وقت سابق، بشطب القاهرة التاريخية من سجل التراث العالمي بعد ما شهدته من تخريب متعمد وتم وضع القاهرة التاريخية ضمن التراث العالمي المعرض للأخطار .
كما يناقش المجلس خلال الجلسة طلب مناقشة مقدم من النائب جيفارا الجافى، وأكثر من عشرين عضوا من الأعضاء؛ لاستيضاح سياسة الحكومة، بشأن آليات تعزيز مكانة مصر السياحية عالمياً وتحقيق التنافسية الدولية "
وأوضح النائب، أن قطاع السياحة والآثار يلعب دورًا محوريًا في دعم الاقتصاد القومي المصري، إذ يُعـدان مـن أبـرز مصادر الدخل القومي والعملات الأجنبية، مما يسهم بفعالية في تحقيق التنمية الاقتصادية المستدامة. وتتميز مصــر بموقعها الجغرافي الاستراتيجي وتاريخها العريق الممتد عبر آلاف السنين، وما تحتويه من كنوز أثرية ومعالم سياحية عالمية، ما يجعلها وجهة استثنائية على الخريطة السياحية الدولية.
وقال النائب، إنه مع الأهمية البالغة لهذين القطاعين، تبرز الحاجة إلى تبني استراتيجيات متكاملة لتعزيز مكانة مصـر السياحية عالميا، مضيفا من مرتكزاتها الترويج المبتكر للمقاصد السياحية واستهداف أسواق جديدة وواعدة، مـع تسليط الضوء على التنوع السياحي الذي تتميز به البلاد، مثل السياحة الثقافية والعلاجية .
وأشار إلى أهمية تحسين جودة المنشآت الفندقية وزيادة عدد الغرف لتلبية الطلب المتزايد، إلى جانب تطوير البنية التحتية السياحية والأثرية، بما يشمل تحسين المرافق والخدمات العامة في المواقع الأثرية، وتوظيف التقنيات الحديثة لإثراء تجربة الزائرين مشيرا إلى أنه في ظل الثورة الرقمية، أصبح من الضروري تبني التقنيات الحديثة لتطوير قطاعي السياحة والآثار من خلال إنشاء تطبيقات ذكية لتقديم معلومات تفصيلية عن المواقع الأثرية، والاعتماد على تقنيات الواقع الافتراضي والواقع المعزز لتمكين السياح من استكشاف المعالم السياحية بشكل مبتكر حتى قبل زيارتها فعليًا .
وتابع قائلا "يساهم التحول الرقمي في تحسين نظم الحجز والدفع الإلكتروني، مما يضمن سهولة الوصول إلى الخدمات السياحية، لافتا إلى أهمية تدريب الكوادر العاملة في القطاع السياحي على أعلى المستويات العالمية، مما يعزز من تنافسية مصر كوجهة سياحية عالمية ويضمن تحقيق تجربة استثنائية للزائرين، و يسهم في ترسيخ صورة إيجابية عن مصر كدولة تمتلك إرثًا حضاريًا وثقافيًا لا يُضاهى" .
وأكد أن الشراكات مع المنظمات السياحية العالمية لها دور محوري في تعزيز السياحية، مشيرا إلى أهمية أن تنخرط مصر في مبادرات عالمية تهدف إلى تعزيز السياحة المستدامة، مثـل بـرامج الحفاظ على البيئة والترويج للسياحة الخضراء .