من المقرر أن يزور الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود تركيا، يوم غد الثلاثاء، تلبية لدعوة رسمية من الرئيس التركي رجب طيب أردوغان. وأفاد مدير دائرة الاتصالات في الرئاسة التركية، برهان الدين دوران، بأن الزيارة ستشهد عقد مباحثات تتناول العلاقات الثنائية بين البلدين بكل أبعادها، والسبل الممكنة لتعميق التعاون المشترك.
وأوضح دوران، في منشور على منصة "إكس" أن اللقاءات ستتطرق أيضًا إلى آخر التطورات المتعلقة بمكافحة الإرهاب في الصومال، وجهود الحكومة الفدرالية الصومالية لتعزيز الوحدة الوطنية، إضافة إلى مناقشة المستجدات الإقليمية.
تأتي هذه الزيارة بعد أيام قليلة من إعلان إسرائيل، كأول دولة، اعترافها بإقليم أرض الصومال المنفصل دولةً ذات سيادة، وإقامة علاقات معه بموجب اتفاق متبادل جرى التوصل إليه خلال عطلة نهاية الأسبوع.
ورغم أن الزيارة كانت مقررة قبل اندلاع التوتر الناتج عن الخطوة الإسرائيلية، غير أن المستجدات الأخيرة قد تفرض نفسها على مجريات اللقاء لتكون حاضرة على جدول النقاش بين الجانبين.
ويُذكر أن إقليم أرض الصومال كان جزءًا من جمهورية الصومال الموحدة التي تأسست عام 1960، قبل أن يعلن انفصاله من طرف واحد عام 1991، ويعمل منذ ذلك الحين كدولة بحكم الأمر الواقع. ورغم إقامته علاقات دبلوماسية غير رسمية مع عدد من الدول، لم يحظَ اعترافه بسيادة أي عضو دائم في مجلس الأمن الدولي.
وكانت تركيا من بين الدول التي أدانت القرار الإسرائيلي. وقد وُقّع يوم السبت بيان مشترك يدين اعتراف إسرائيل بأرض الصومال، شاركت فيه كل من تركيا والأردن، مصر، الجزائر، جزر القمر، جيبوتي، غامبيا، إيران، العراق، الكويت، ليبيا، جزر المالديف، نيجيريا، عُمان، باكستان، فلسطين، قطر، السعودية، الصومال، السودان، اليمن، إلى جانب منظمة التعاون الإسلامي.
كان وزير الطاقة التركي ألب أرسلان بيرقدار قد أعلن، الأسبوع الماضي، أن أنقرة تخطط لبدء عمليات حفر قبالة السواحل الصومالية في عام 2026، مشيرًا إلى وجود مؤشرات على موارد هيدروكربونية في المنطقة.
ومنذ عام 2011، كثّفت حكومة أردوغان استثماراتها في الصومال، إذ أنشأت أكبر سفارة تركية في مقديشو ، وقدّمت أكثر من مليار دولار من المساعدات الإنسانية استجابة لموجات الجفاف والمجاعة. كما تدير تركيا قاعدة عسكرية كبيرة في العاصمة الصومالية، فيما تتولى شركات تركية إدارة مطار مقديشو ومينائها.
وتلقّى آلاف الجنود الصوماليين تدريبات عسكرية على يد تركيا، سواء داخل الأراضي التركية أو في قاعدة "توركسوم" في مقديشو، إلى جانب إعلان أنقرة عن خطط لبناء ميناء فضائي في الصومال.
وفي العام الماضي، التزمت تركيا بحماية المياه الصومالية بموجب اتفاق سري للتعاون، جاء في سياق تصاعد التوتر بين مقديشو وأديس أبابا. وبموجب هذا الاتفاق، قامت سفينة أبحاث زلزالية تركية، ترافقها وحدات بحرية تركية، بتنفيذ أعمال استكشاف قبالة الساحل الصومالي.
المصدر:
يورو نيوز
مصدر الصورة