ذكرت صحيفة "دير شبيغل" الألمانية أن حدة التوتر بين الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون والمستشار الألماني فريدريش ميرتس اشتدت بعد أن اقترح ماكرون استئناف الحوار مع موسكو.
وقالت "شبيغل" في تقرير لها: "يبدو أن خطوة الرئيس الفرنسي غير منسقة مع فريدريش ميرتس. ولا يبقى للمستشار إلا تجاهل هذا الموقف بشكل استعراضي إلى أقصى درجة إذا أراد تجنب صدام مفتوح مع فرنسا".
وأشارت المجلة إلى أن الخلافات بين الزعيمين الألماني والفرنسي بات إخفاؤها أكثر صعوبة، وأن المواجهة المباشرة لم تعد مستبعدة.
في الأسبوع الماضي، قال الرئيس الفرنسي إنه سيكون من المفيد للدول الأوروبية استئناف الحوار مع القيادة الروسية.
وفي وقت لاحق، ذكرت صحيفة زود دويتشه تسايتونغ أن برلين نظرت ببرود إلى تصريح إيمانويل ماكرون بشأن ضرورة إجراء محادثة هاتفية مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين. وهذا يعني أن المستشار الألماني لا يعتبر اقتراح ماكرون "مساهمة كبيرة سواء في تحقيق السلام أو في تعزيز الوحدة الأوروبية".
وفي تعليقه على تصريح ماكرون، أشار المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف إلى أن الاتصالات المحتملة بين قادة الدولتين يجب أن تكون محاولة لفهم مواقف بعضهما البعض، بدلا من أن تكون للتوبيخ وإلقاء محاضرات.
وصب اقتراح "الحوار مع بوتين" الزيت على نار الخلاف الذي ظهر بين ماكرون وميرتس حول استخدام الأصول الروسية المجمدة لتمويل أوكرانيا، حيث تحدثت تقارير كثيرة عن أن ماكرون لعب دورا حاسما لضمان قبول قادة الاتحاد الأوروبي منح قرض لكييف من خلال الاقتراض المشترك، دون المساس بالأصول الروسية، بينما دافع ميرتس بقوة عن تبني جيار "قرض تعويضات" على حساب الأصول الروسية.
وكانت صحيفة "فايننشال تايمز" ذكرت أن التوترات بين ماكرون وميرتس تتجاوز السياسة المتعلقة بأوكرانيا، وأن من بين نقاط الخلاف الأخرى اتفاقية التجارة الحرة التي طال انتظارها بين الاتحاد الأوروبي وتكتل "ميركوسور" لدول أمريكا الجنوبية.
وقد استمرت المفاوضات بشأن هذه الاتفاقية لمدة 25 عاما، وسعى ميرتس إلى إبرامها هذا الشهر، لكن رئيسة الوزراء الإيطالية جورجا ميلوني عارضت هذه الخطوة، ودعمها ماكرون، مما أدى إلى تأجيل التصويت لعدة أسابيع.
المصدر: "شبيغل"
المصدر:
روسيا اليوم