زيلنسكي يواصل مباحثاته مع الأمريكيين بشأن خطة السلام

أعلن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي الخميس (25 ديسمبر/ كانون الأول 2025)، أنه تحدث هاتفيا مع المبعوثين الأميركيين ستيف ويتكوف وغاريد كوشنر، بعدما كشف في اليوم السابق عن تفاصيل الخطة الأميركية الجديدة لإنهاء الحرب مع روسيا .

وقال زيلينسكي عبر فيسبوك: "ناقشنا بعض التفاصيل المهمة للعمل الجاري. هناك أفكار جيدة يمكن أن تساهم في التوصل إلى نتيجة مشتركة وسلام دائم". وأكد أنّه أجرى "محادثة جيدة جدا" مع المبعوثين الأميركيين، اللذين شكرهما على "نهجمها البنّاء وعملهما المكثّف وكلماتهما الطيبة". وقال "آمل أن تكون التفاهمات التي تمّ التوصل إليها اليوم بمناسبة عيد الميلاد والأفكار التي ناقشناها، مفيدة".

النسخة الجديدة لخطة السلام

وكان الرئيس الأوكراني قد كشف أمس الأربعاء عن النسخة الجديدة من الخطة الأمريكية الرامية لإنهاء الحرب في أوكرانيا، والتي تمّ التفاوض بشأنها لأسابيع بين واشنطن وكييف. و تنص الخطة على وقف القتال على خطوط الجبهة الحالية من دون تسوية نهائية لمصير الأراضي التي تحتلها روسيا وتشكّل 19 في المئة من أوكرانيا.

وبخلاف النسخة السابقة من الخطة التي أعدّها الأمريكيون، لا تتضمن هذه النسخة مطلبين أساسيين لموسكو، وهما: انسحاب القوات الأوكرانية من إقليم دونباس، والتزام قانوني من قبل كييف بعدم الانضمام إلى حلف شمال الأطلسي (ناتو) . ولهذا من غير المرجح أن توافق موسكو على هذه النسخة المعدلة.

تقدم "بطيء" لكنه "أكيد"

مع ذلك، لم تعلن روسيا بعد عن موقف رسمي تجاه النقاشات الجارية حول الخطة المعدلة. بل إن المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا خلال مؤتمر صحفي اليوم الخميس، تحدثت عما وصفته "تقدمًا بطيئًا لكنه مطرد" في المحادثات مع الولايات المتحدة بشأن إنهاء الحرب في أوكرانيا، وفقا لما نقلته عنها وكالة تاس الروسية الرسمية للأنباء، وذلك دون أن تذكر أوكرانيا بالاسم.

في ذات الوقت، دعت زاخاروفا نظراءها الأمريكيين إلى "صدّ محاولات دول أوروبا الغربية الفعّالة الرامية إلى إفشال التقدم المحرز في العملية التفاوضية بشأن أوكرانيا ودفعه للوراء". في إشارة إلى انضمام قادة أوروبا إلى العملية التفاوضية، بعد الإعلان عن خطة سلام أمريكية من 28 نقطة، اُعتبرت أنها "قائمة رغبات روسية".

ومنذ ذلك الحين، طرح الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي علنًا مقترحًا مضادًا من 20 نقطة، والذي هو قيد المناقشة حاليًا.

استهداف مصفاة أساسية في روسيا

ميدانيا قالت هيئة الأركان العامة الأوكرانية إن القوات الجوية استخدمت صواريخ ستورم بريطانية الصنع إلى جانب مسيرات لضرب مصفاة نوفوشاختينسك لتكرير النفط ⁠في منطقة روستوف الروسية. ونشرت هيئة الأركان العامة على تطبيق تيليغرام الخميس "تم تسجيل انفجارات متعددة وأصيب الهدف".

وتعد المصفاة واحدة من أكبر موردي ⁠المنتجات النفطية في جنوب روسيا، وتقول أوكرانيا إنها "تزوّد" القوات الروسية التي تقاتل ضدها بالديزل ووقود الطائرات. كما قال جهاز الأمن الأوكراني إن طائرات مسيرة محلية الصنع بعيدة المدى ضربت خزانات المنتجات النفطية في ميناء تيمريوك الروسي بمنطقة كراسنودار ومحطة لمعالجة الغاز في أورينبورغ بجنوب غرب روسيا.

وتقع محطة أورينبورج لمعالجة الغاز، وهي أكبر منشأة من نوعها في العالم على بعد حوالي 1400 كيلومتر من الحدود الأوكرانية.

في المقابل، أفادت السلطات الروسية إن النيران اشتعلت في خزانين لمنتجات النفط في ميناء تيمريوك الجنوبي في منطقة كراسنودار بعد الهجوم بالطائرات المسيرة.

حرب المسيرات

روسيا بدورها، شنّت حملة شرسة من ضربات المسيرات والصواريخ في غضون الأشهر الأخيرة ضد شبكة الطاقة الأوكرانية، مما ترك الملايين يعانون من انقطاع التيار الكهربائي في ظل درجات الحرارة المتجمدة في الشتاء.

واتهم زيلنسكي الصين بتزويد القوات الروسية بصور من الأقمار الاصطناعية الصينية تساعدها على استهداف منشآت البنية التحتية للطاقة في بلاده.

وأضاف زيلينسكي "لقد سجلنا زيادة في الروابط بين روسيا وكيانات في الصين قد تقدم بيانات استخباراتية عن طريق الفضاء".