في حال واجهت مشكلة في مشاهدة الفيديو، إضغط على رابط المصدر للمشاهدة على الموقع الرسمي
أعلن بيان أميركي أوكراني مشترك صادر عن البيت الأبيض بعد اجتماع في جنيف أمس الأحد أن الطرفين صاغا إطار سلام محدثا ومنقحا من خطة السلام الأميركية المقترحة من إدارة الرئيس دونالد ترامب ، في حين قتل 4 أشخاص وأصيب 17 في غارة روسية بطائرة مسيرة على مدينة خاركيف الأوكرانية.
وأكد البيان أن أي تسوية لوقف الحرب الدائرة مع روسيا يجب أن يضمن بشكل كامل سيادة أوكرانيا ووحدة أراضيها ويضمن أمنها على الأمد الطويل، وذلك عقب محادثات وُصفت بـ"البنّاءة" جمعت وفودًا أميركية وأوكرانية وأوروبية في جنيف.
وأشار بيان البيت الأبيض إلى أن المشاورات تتم بالتنسيق المستمر مع الشركاء الأوروبيين لدعم المسار السياسي، وأن القرارات النهائية بشأن هذا الإطار ستتخذ من قبل رئيسي الولايات المتحدة وأوكرانيا.
وأكدت كل من واشنطن وكييف التزامهما بالعمل من أجل إنهاء الحرب وتقليل الخسائر البشرية، كما أكدتا الاستعداد لمواصلة التعاون لضمان أمن أوكرانيا وإعادة الإعمار.
وجاءت الاجتماعات استنادًا إلى المبادرة الأميركية للسلام التي أثارت انتقادات بأنها تميل لصالح موسكو.
وكان ترامب قد منح نظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي مهلة حتى 27 نوفمبر/تشرين الثاني للرد على المشروع الأولي للخطة المؤلَّفة من 28 بندا، والتي تضمّنت مطالب روسية وصفتها كييف بـ"المتشددة"، بينها:
وخلال اجتماعات جنيف الأخيرة، دفعت كييف باتجاه تنقيح النقاط التي تمسّ السيادة، وأعلن المفاوضون أنّ النسخة الجديدة "تستوعب معظم الأولويات الأوكرانية"، في حين وصف الطرفان النقاشات بأنها "بنّاءة وتركّز على سلام عادل ودائم".
من جهته، أعرب وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو عن "تفاؤل كبير" إزاء نتائج محادثات جنيف، مؤكدا أن الخلافات المتبقية "ليست مستعصية"، وأن المفاوضات باتت في "مرحلة شديدة الإنتاجية".
وأضاف أن القضايا التي ما تزال محل خلاف "قابلة للحل" وأن العملية تحتاج مزيدا من الوقت، مؤكدا أن روسيا "ستكون طرفًا في النقاشات" خلال المراحل التالية.
وقال كبير المفاوضين الأوكرانيين أندريه يرماك إن فريقه حقق "تقدما ممتازا" وإن كييف مستمرة في مسار "سلام عادل ودائم" يليق بالشعب الأوكراني.
كما أكد الوفد الأوكراني أن النسخة الجديدة من مسودة الخطة -التي لم تُنشر بعد- باتت تعكس معظم أولويات كييف، في حين أشار روبيو إلى أن ترامب "راضٍ تماما" عن مستجدات المحادثات، لافتا إلى مرونة في الجدول الزمني لإنهاء صياغة الاتفاق.
وفي سياق موازٍ، أثار ترامب جدلا بعدما كتب على منصته "تروث سوشيال" أن "القيادة الأوكرانية تظهر صفر امتنان"، متهما الدول الأوروبية بالتقاعس عن لعب دور فعّال لوقف الحرب.
ورد زيلينسكي عبر منصة إكس مؤكدا تقدير أوكرانيا لواشنطن ولترامب شخصيا على دعمهما.
وشهدت جنيف أيضا تحركات أوروبية واسعة، إذ اجتمع الوفد الأوكراني بممثلين من بريطانيا وفرنسا وألمانيا، في حين دعا عدد من القادة الأوروبيين إلى تثبيت دور الاتحاد الأوروبي كطرف رئيسي في أي خطة سلام مستقبلية.
وأكد قادة أوروبيون، بينهم الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون والمستشار الألماني فريدريش ميرتس ، ضرورة منح الخطة صيغة "قابلة للتطبيق"، مع الإقرار بأن الوصول إلى اتفاق قبل 27 نوفمبر/تشرين الثاني قد يكون "غير مضمون".
وأكدت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين ضرورة أن يكون لأوكرانيا "الحق الكامل في اختيار مصيرها". وكانت 11 دولة أوروبية قد أعربت، السبت الماضي، عن مخاوف من أن تترك الخطة بصيغتها الحالية أوكرانيا "معرّضة لهجمات مستقبلية".
ومن المقرر أن يجتمع قادة الاتحاد الأوروبي اليوم الاثنين لبحث الملف الأوكراني على هامش لقائهم بقادة أفارقة في أنغولا، في حين أعلن الرئيس الفرنسي عن اجتماع افتراضي الثلاثاء لمجموعة " تحالف الراغبين " الداعمة لكييف.
ورغم إشارة البيت الأبيض إلى أن النقاشات تمثل "تقدما مهما"، تعرّضت مدينة خاركيف لهجوم بطائرة مسيّرة روسية مساء الأحد، أسفر عن مقتل 4 أشخاص وإصابة 17 آخرين، وفق ما أعلنه رئيس بلدية المدينة إيغور تيريخوف.
وقال تيريخوف إن الهجوم استهدف مناطق سكنية وبنية تحتية مدنية، مؤكدا أن القوات الروسية تواصل ضرب المدنيين "رغم وجود مفاوضات".
بدوره، وصف رئيس الإدارة العسكرية في خاركيف، أوليغ سينيغوبوف، الهجوم بأنه "واسع النطاق"، في حين أعلنت خدمات الطوارئ اندلاع حرائق في 3 مبانٍ سكنية ومنشأة خدمية نتيجة الغارة.
المصدر:
الجزيرة