آخر الأخبار

الفاشر: ماذا بعد سقوط المدينة؟ نزوح من بارا وحقائب تحزم في الأُبيّض

شارك
مصدر الصورة

في ظل سيطرة قوات الدعم السريع على مدينة الفاشر، عاصمة ولاية شمال دارفور، تبدو خريطة الخوف تتبدل بسرعة.

وقبل ذلك، كانت قوات الدعم السريع شبه العسكرية قد استعادت السيطرة على مدينة بارا، الواقعة نحو 40 كيلومتراً من مدينة الأُبيّض، عاصمة ولاية شمال كردفان، وذلك بعد فترة وجيزة من إعلان الجيش السوداني استعادتها من قبضة قوات الدعم السريع.

أهمية بارا

تكتسب بارا أهمية استراتيجية لوقوعها على الطريق الرئيسي الذي يربط كردفان بالعاصمة الخرطوم عبر أم درمان، ومع سيطرة قوات الدعم السريع عليها باتت موجات النزوح تتجه نحو الأُبيّض، التي يشعر سكانها الآن بأنهم على خط مواجهة محتمل.

"إن ظنوا أنك تشكل تهديداً، يصفونك فوراً"

تقول إحدى الفتيات اللواتي وصلن من بارا إلى الأُبيّض في حديثها لبي بي بي سي إن والدها وصل سيراً على الأقدام من بارا بعد رحلة شاقة للغاية. مضيفة: "الرجال لا يتفاهمون معهم، إن ظنوا أنك تهديد، يصفونك فوراً".

وتروي أن والدها كان من بين من شاركوا في دفن عدد من القتلى، قبل أن يتعرض للضرب بالخيزران، ما تركه في حالة صحية صعبة.

وتضيف أن الدفن لم يعد ممكناً في المقابر العامة بسبب الأوضاع الأمنية، وأن الأهالي يدفنون ذويهم في ساحات المنازل، في مشهد تصفه بأنه "يصعب استيعابه".

سألونا عن العساكر.. ثم عن الذهب

شهادة أخرى وصلت إلى بي بي سي من امرأة نزحت بدورها من بارا. تؤكد أنها وعائلتها تعرضوا لاقتحام منزلي متكرر من عناصر الدعم السريع الذين سألوا عن "عساكر" في المرة الأولى، ثم عادوا يسألون عن "ذهب ومال" في مرة لاحقة.

وقالت لم نجد مخرجاً إلا أن نغادر سيراً على الاقدام حتى وصلنا الأُبيّض وهي تصف رحلة نزوح طويلة تركت العائلة منهكة وخائفة.

مصدر الصورة

الواقع على الأرض بالأرقام

الأرقام الميدانية تعكس حجم المعاناة على الأرض، بحسب شبكة أطباء السودان، نزح نحو 4500 شخص من بارا خلال الأيام الأخيرة.

الشبكة أصدرت بيانا آخر اتهمت فيه قوات الدعم السريع بأنها _صفّت 38 مواطنا أعزلا_ في منطقة أم دم حاج أحمد بولاية شمال كردفان، ودعت المجتمع الدولي إلى التحرك لوقف آلة القتل.

هذه الاتهامات تأتي في ظل إنكار متكرر من قِبل قيادات الدعم السريع التي تنفي ارتكاب انتهاكات بحق المدنيين.

الأُبيّض على خط الترقب والخوف

أما المشهد في مدينة الأُبيّض يبدو معقداً ومشحوناً بالتوتر.

فمراكز استقبال النازحين تعمل تحت ضغط متزايد، بينما تحاول مجموعات محلية تنظيم أماكن الإيواء لاستيعاب النازحين الذين يصلون تباعاً من المناطق المجاورة.

وفي الوقت نفسه، يتابع سكان مدينة الأُبيّض المقاطع المصورة القادمة من الفاشر، والتي انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي خلال الأيام الماضية، وتُظهر مشاهد عنف وإعدامات ميدانية قال ناشطون ومنظمات حقوقية إنها توثق انتهاكات مروّعة ضد المدنيين.

وفي حديثها لبي بي سي قالت مواطنة من الأُبيّض إن "معظم الناس حزموا حقائبهم بالفعل، لا أحد يعرف إلى أين يمكن أن يذهب، فالخوف كبير بعد ما رأيناه في الفاشر، والناس يعيشون في حالة ترقب وخوف دائم".

ورغم هذه المخاوف، قال جهاز المخابرات العامة في الأُبيّض إن المدينة وما حولها لا تواجه تهديداً أمنياً مباشراً في الوقت الراهن، مؤكداً أن "الوضع تحت السيطرة".

بي بي سي المصدر: بي بي سي
شارك


حمل تطبيق آخر خبر

إقرأ أيضا